انطلقت، صباح اليوم الخميس، في العاصمة الماليزية كوالالمبور القمة الإسلامية المصغرة، التي دعا إليها رئيس وزراء ماليزيا، مهاتير محمد، من أجل بحث استراتيجية جديدة للتعامل مع القضايا، التي يواجهها العالم الإسلامي. وقال مهاتير في افتتاح القمة إنه لا يريد الحديث عن الدين، ولكن عن شؤون المسلمين في العالم الإسلامي، وذلك في ظل المآسي، والأزمات، التي تعيشها الأمة الإسلامية، وذكر منها أزمات اللجوء، والحروب الداخلية، وفشل الحكومات، واحتلال الأرض، وظاهرة الإسلاموفوبيا، وفق ما أوردته “الجزيرة نت”. وأوضح المتحدث نفسه أن مداولات القمة ستسعى إلى معرفة الأسباب وراء مشكلات الأمة الإسلامية، وإيجاد حلول للتغلب عليها. ويشارك في القمة كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الإيراني حسن روحاني، ومسؤولون من دول إسلامية أخرى. ويحضر القمة نحو 450 مشاركا من علماء، ومفكرين، وممثلين رسميين عن نحو 52 دولة، وتتناول جلساتها عدة محاور على علاقة بالتنمية والسيادة الوطنية، والحكم الرشيد، والأمن، والتجارة، والاستثمار، والتكنولوجيا. ليست بديلا لمؤسسات أخرى وكان مهاتير قد صرح، في وقت سابق، بأن قمة كوالالمبور لا تهدف إلى أن تكون بديلا لمؤسسات إقليمية، وإنما تهدف إلى تحسين حياة المسلمين، وإيجاد سبل لعلاج أوجه القصور وفهم مشكلات العالم الإسلامي، ومواجهة الإسلاموفوبيا. وذكر رئيس الوزراء الماليزي في مقابلة خاصة مع الجزيرة، تبث مساء اليوم ضمن برنامج “سيناريوهات”، أنه دعا السعودية، وإيران، ودولا إسلامية أخرى إلى المشاركة في القمة. ورأى الرئيس نفسه أن منظمة التعاون الإسلامي لم تقدم شيئا لمعالجة قضايا الأمة الإسلامية، وأعرب عن أمله في أن تتمكن قمة كوالالمبور من تحقيق بعض الخطوات في هذا الشأن، وقال إن استمرار غياب الأفعال سيعرض المسلمين لما هو أسوأ. باكستان تنسحب بضغط من السعودية وقد اتخذ رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، الذي كان من القادة المتحمسين لعقد القمة، قرارا، في اللحظات الأخيرة، بعدم الحضور. ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين باكستانيين، طلبوا عدم نشر أسمائهم، أن خان انسحب تحت ضغوط من السعودية، الحليف المقرب لبلاده. ولم ينشر منظمو القمة جدول الأعمال، لكن “رويترز” قالت إنها قد تبحث النزاعات الطويلة الأمد في إقليم كشمير، والشرق الأوسط، والصراعات في سوريا، واليمن، ومحنة المسلمين الروهينغا في ميانمار، وتنامي الغضب من معسكرات اعتقال المسلمين الإيغور في الصين، وهو ما سيغضب بكين بلا شك، وفقا للوكالة، إضافة إلى سبل مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا في العالم. وكان رئيس وزراء البلد المضيف قد أعلن، الشهر الماضي، تشكيل هذه “القمة الإسلامية المصغرة”، وقال إن ماليزيا، وتركيا، وباكستان، وإندونيسيا، وقطر تشكل نواة لبداية تعاون إسلامي أوسع، يشمل مجالات عدة، مثل التنمية الاقتصادية، والدفاع، والحفاظ على السيادة، وقيم الثقافة، والحرية، والعدالة، إضافة إلى مواكبة التكنولوجيا الحديثة. اعتذار سعودي من ناحية أخرى، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر سعودي قوله إن الرياض تلقت دعوة للحضور، لكنها لن تحضر إلا إذا عقدت القمة تحت رعاية منظمة التعاون الإسلامي. ووفقا للوكالة ذاتها، فإن السعودية ترى أن القمة ليست الساحة المناسبة لطرح القضايا، التي تهم مسلمي العالم، البالغ عددهم 1.75 مليار نسمة، وأضافت أن بعض المحللين يعتقدون أن المملكة تخشى العزلة الدبلوماسية في القمة من خصومها في منطقة الشرق الأوسط. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن اتصالا هاتفيا جرى، أمس الأربعاء، بين مهاتير محمد، والملك سلمان بن عبد العزيز، الذي أكد أن تلك القضايا يجب أن تناقش عبر منظمة التعاون الإسلامي.