أدى رئيس الوزراء الجزائري الأسبق عبد المجيد تبون، الخميس، اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية لولاية من خمس سنوات بعد فوزه بالأغلبية في الجولة الأولى من الاقتراع الرئاسي الذي جرى قبل أسبوع. وجرى حفل تنصيب تبون بقصر المؤتمرات غرب العاصمة الجزائر بحضور كبار مسؤولي الدولة المدنيين والعسكريين إلى جانب أعضاء من البرلمان بغرفتية وسفراء عدة دول إلى جانب منافسيه الأربعة في الإنتخابات.
وأدت جوقة من الحرس الجمهوري تحية شرفية لتبون لدى وصوله قصر المؤتمرات وكان في استقباله كبار المسؤولين في الدولة قبل دخول القاعة. وفي بداية الحفل، قرأ كمال فنيش رئيس المجلس الدستوري لائحة حول نتائج الإنتخابات اعلن فيها فوز تبون بالرئاسة. وتنص المادة 89 من الدستور على أن “يؤدّي رئيس الجمهوريّة اليمين أمام الشّعب، بحضور جميع الهيئات العليا في الأمّة، خلال الأسبوع الموالي لانتخابه، ويباشر مهمّته فور أدائه اليمين”. وشهد الحفل تسليم المهام لتبون من الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح الذي تولى المهمة مؤقتا في أبريل الماضي خلفا لعبد العزيز بوتفليقة، الذي أطاحت به انتفاضة شعبية دعمها الجيش بعد 20 عاما في الحكم جعلته أكثر رؤساء البلاد مكوثا في المنصب. وجاء تنصيب الرئيس الجديد في ظروف استثنائية ميزتها تواصل الحراك الشعبي ضد النظام للشهر العاشر على التوالي، الذي يعد مطلب التغيير الجذري للنظام وعودة السيادة للشعب في اختيار من يحكمه أهم مطالبها. وحتى بعد إعلان فوز تبون في انتخابات الرئاسة، خرجت مظاهرات حاشدة بعدة مدن وصدرت بيانات من معارضين تعتبر الانتخابات “فرضا للأمر الواقع” و”محاولة لتجديد النظام من الداخل للالتفاف على مطالب الشارع”. لكن الرئيس الجديد أعلن “مد يده للحراك من أجل الحوار”، متعهدا “بتعديل عميق للدستور عبر حوار شامل وتعديل القوانين الأساسية ثم إجراء انتخابات عامة نيابية ومحلية مبكرة لإعادة الكلمة للشارع”، وهي دعوة خلفت انقساما في الشارع بين مؤيد ومعارض.