بعد هبوب نسيم التغيير و الربيع الديمقراطي على كيانات شمال إفريقيا و بعض دول الخليج الفارسي،طفت على السطح إزدواجية معايير كل الأنظمة، الشمولية و الديمقراطية منها، المتخلفة و المتقدمة،التيوقراطية و العلمانية منها على حد سواء.كما ظهر جليا الدور الشيطاني الذي قامت به ديكتاتوريات البترودولار و على رأسها دولة أحفاد الشريف الحسين و قطر بتنسيق و توجيه عن بعد من طرف أحفاد ماكماهون و كيسنجر،حيث قد يعتقد البعض أن التاريخ يعيد نفسه لكن بأحداث و قوى فاعلة جديدة و مغايرة لتلك التي سادت في بداية القرن العشرين(قناة الجزيرة، العربية، آل سعود، ال الثاني، الخ). لعل الموقف السعودي من ثورات: -الشعب المصري المقهور، -الشعب اليمني المسحوق، الشعب السوري المغرر به بالممانعة الزائفة، -و من ثورة الشعب البحريني الذي لا يزال يعيش تحت نير الميز العنصري الفاحش،يؤكد بالملموس أن الدولة الوهابية تلعب دور ديبلوماسية الشيطان. و هكذا سجل التاريخ لدولة "الحجاز" تآمرا و تكالبا على ثورة الشعب التونسي حيث أوت جلادها و فتحت له قصورها،كما فعلت ما بوسعها لإجهاض ثورة الشعب المصري، كما ضمدت جروح و حروق طاغية اليمن ع.ع.ص و أطالت من فترة حكمه لشهور بمبادرتها العجيبة و مولت مرتزقته بالمال و السلاح ضد الشعب و الشعب الحوتي ، و يبقى تمويلها و دعمها اللوجستي و المالي لفرق الموت و السلفيين الذين يقتلون و يفسدون في بلاد الشام وصمة عار في جبين كل سعودي، و ذلك تحت يافطة تحرير سوريا من ديكتاتورية ابن السفاح الأسد. و مع هذا كله، يبقى التدخل السافر لمرتزقة السعودية لدعم آل حمد ضد شعبه المغلوب بقوة الأسطول الخامس الأمريكي و ثعالب الصحراء الجائعة"درع الجزيرة".ديبلوماسية الغرائب و العجائب وصلت مؤخرا الى "ميتافيزيقا البرغماتية السياسية"حيث أصبحت تطبل و تزمر لضم البحرين لكتبان و كيان السعودية بعد أن تيقنت أن القوة و القمع و التضليل الإعلامي و الدعم الغربي لا يقهر و لا يمكن أن يحيد الشعوب في مطالبتها بالتحرر و الإنعتاق من الإستبداد و أنظمة دعاية المسجد و المفتين ، الإيمان بالقدر و الأوليكارشية. كل الذي يحدث،وصفة مسمومة، مرة و قذرة تنفذ من طرف كومبارسات حاملة لأصفار فوق رؤوسها و البترودولار في جيوبها بإيعاز و تحكم عابر للقارات من "تينك تانكاتس" معهد غالوب و جورج تاون و كذا البيت الأبيض. أتمنى من هذه الإمارات،بدل أن تزج بنفسها و دولارتها في شراء السلاح و زعزعة استقرار بلدان أفضل منها رغم ديكتاتوريتها هي أيضا،أن تقف لحظة تأمل مع شعوبها و ذواتها و بنيتها الداخلية كأنظمة،و ذلك من أجل استخلاص الدروس مما يحدث في جوارها و تصارح أنفسها بأن استبدادها وشراءها للسلم بمليارات الدولارات لا يستطيع إلا أن يؤجل الحراك الشعبي الذي أصبح معولما هو الأخر،أما الكرامة و الحرية فلا تشترى بالعملة الخضراء و لا بالأونصة. كما أتمنى أيضا أن تشرع هذه الإمارات في تطبيق الديمقراطية التي ينشدونها للسوريين من خلال سفن الأسلحة في بلدانها، و إلا فإن قدر الديمقراطية قدر محتوم و كما قال الديكتاتور الصغير البنية بشار فإن النار التي يشعلونها بنفط دولارتهم و عصابتهم سيحترقون بها أيضا عاجلا أم آجلا.