شهد مجلس النواب الأميركي مساء أمس الخميس مناقشات حادة خلال صياغة لجنة برلمانية قرار اتهام دونالد ترامب قبل تصويت تاريخي متوقع الأربعاء المقبل لنقل قضية عزل الرئيس الأميركي إلى مجلس الشيوخ. وعلى إثر ذلك أجلت اللجنة القضائية في المجلس، بطريقة مفاجئة، التصويت التاريخي على نص القرار، ما فاجأ الجمهوريين الذين كانوا يتوقعون إنجاز التصويت مساء الخميس.
وستجتمع اللجنة مجدداً في العاشرة صباحاً من يوم الجمعة بتوقيت الولاياتالمتحدة. وجرت مواجهات كلامية عنيفة بين أعضاء اللجنة القضائية لمجلس النواب حول التهمتين اللتين أبقى عليهما الديمقراطيون ضد الرئيس وهما “استغلال السلطة” و”عرقلة حسن سير عمل الكونغرس”. وخلال المناقشات التي استمرت حتى وقت متأخر من الخميس، رأى الجمهوريون أنها “مهزلة” و”عملية مدبرة”. وقالت النائبة ديبي ليسكو “هذا أمر مدبر مسبقا، تحاولون اتهام الرئيس منذ انتخابه”. وفي مواجهة هذا التوتر الذي دام نحو ثلاث ساعات، دعا الرئيس الديمقراطي للجنة جيري نادلر زملاءه الجمهوريين إلى “الامتناع عن تبرير سلوك” رئاسي يعرفون “بأنفسهم أنه سيء”. وبما أن كل معسكر متمسك بموقفه، بات من شبه المؤكد أن يتم اتهام الرئيس في مجلس النواب حيث يتمتع الديمقراطيون بأغلبية مريحة، ثم أن تتم تبرئته بعد ذلك في مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون. وأطلق الديمقراطيون في نهاية شتنبر إجراءات لعزل الرئيس الأميركي بسبب طلبه من أوكرانيا التحقيق بشأن جو بايدن المرشح الأوفر حظا لتمثيل الحزب الديمقراطي ومواجهة ترامب في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نهاية 2020. وتتهم المعارضة ترامب بأنّه أساء استخدام السلطة لتحقيق أهدافه، خصوصا عبر تجميد مساعدة عسكرية لأوكرانيا التي تواجه نزاعاً مسلحا مع انفصاليين مقربين من روسيا. وفي تاريخ الولاياتالمتحدة، وجهت اتهامات لرئيسين فقط هما اندرو جونسون وبيل كلينتون في إطار إجراءات عزل في 1868 و1998. أما الجمهوري ريتشارد نيكسون فقد استقال قبل التصويت. وتمت تبرئة جونسون وكلينتون في ما بعد في مجلس الشيوخ المخوّل دستوياً محاكمة الرؤساء، بغالبية الثلثين.