تحبس الجزائر أنفاسها قبيل ساعات من اقتراع الرئاسة المقرر الخميس، لاختيار خليفة للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وسط مظاهرات رافضة للانتخابات في عاصمة البلاد. وشهدت الجزائر العاصمة، صباح الأربعاء، مسيرة شارك فيهما المئات من المواطنين الأولى رافضة لإجراء انتخابات الرئاسة. وانطلقت المسيرة المناهضة للانتخابات من حي “بلكور” الشعبي في الجزائر، وتوجهت نحو وسط العاصمة. ورفع المشاركون بالانتخابات شعارات منها: “مكاش الفوط (لا توجد انتخابات في العاصمة)”، و”ماكاش (لاتوجد) انتخابات مع العصابات”، مع رفع بطاقات حمراء مكتوب عليها “لا للانتخاب”. ونقلت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (مستقلة) عبر صفحتها بموقع “فيسبوك”، مقاطع فيديو مسجلة لمظاهرات رافضة لإجراء الانتخابات، قالت أنها نظمت بمحافظتي بجاية والبويرة شرق العاصمة. وتفتح صباح الخميس، مكاتب التصويت في انتخابات الرئاسة التي دعي إليها 24.5 مليون ناخب مسجل من أجل اختيار خليفة للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذي اطاحت به انتفاضة شعبية مطلع أبريل الماضي وهي مازالت متواصلة. ويتنافس في هذه الانتخابات خمسة مترشحين يوصفون أنهم من مدرسة النظام بحكم توليهم مسؤوليات سابقة فيه في وقت طالب الحراك الشعبي ومعارضون برحيل كل رموز النظام السابق وتغيير جذري في منظومة الحكم. ويتنافس في هذا السباق كلا من عز الدين ميهوبي، الذي تولى في يوليوز الماضي الأمانة العامة بالنيابة ل”حزب التجمع الوطني الديمقراطي”، خلفًا لرئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى، الذي أودع السجن بتهم فساد.إضافة إلى رئيسي الوزراء السابقين، علي بن فليس، الأمين العام لحزب “طلائع الحريات”، وعبد المجيد تبون (مستقل)، وكذلك عبد العزيز بلعيد، رئيس “جبهة المستقبل”، وعبد القادر بن قرينة، رئيس حركة “البناء الوطني” (إسلامي). وخلال الأيام الأخيرة تتوالى دعوات للمقاطعة من معارضين وأخرى للمشاركة بقوة من السلطات والمترشحين، في وقت حذرت قيادة الجيش من أن أي “تصرف لمنع المواطنين من التصويت سيتم التصدي له بقوة القانون”. والثلاثاء، دعت 19 شخصية سياسية أغلبهم معارضون وشغلوا مسؤوليات سابقا إلى المحافظة على سلمية الحراك الشعبي في البلاد باحترام رافضي الانتخابات لمن قرروا المشاركة فيها.