قال أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي زعيم “حراك الريف” أن معاناة منطقة الريف لم تجد خنساء لثرثيها ولا معتصما لينقذها منذ 1956. وأضاف الزفزافي الأب، في الندوة المنظمة بدار المحامي بالرباط عقب الوقفة الاحتجاجية التي نظمها الإئتلاف الديمقراطي من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وفك الحصار عن الريف، اليوم بالرباط، أن “حراك الريف” هو أكبر احتجاج في تاريخ المغرب، موضحا أن الحراك استطاع أن يخرج الآلاف من النساء في يومهن العالمي الذي يوافق 8 مارس. وفي سياق متصل أكد الزفزافي الأب أن من يعتقد أن “حراك الريف” مات واهم، لأنه وصل للبنان والسودان والعراق وكتالونيا، وقبلها جميعا وصل لجرادة. وتابع أن “ريافة” احتجوا ضد طمس هويتهم، وأن غالبية المحتجين من أبناء البسطاء القادمين من الهوامش. وأردف المتحدث أنه طيلة سبعة أشهر احتج المتظاهرون بالشموع والورود، كما كانوا ينظفون ساحات الاحتجاج يوميا وبشكل حضاري، بحيث لم تزهق ولا قطرة دم حتى تدخلت السلطات العمومية. من جانب آخر أعلن أحمد الزفزافي أن “حراك الريف” والتسجيل الصوتي الذي سربه ناصر الزفزافي من سجن “راس الماء”، فرصتين تاريخيتين للدولة المغربية لإصلاح ما يمكن إصلاحه ولكنها أضاعتهما. وفي موضوع ذي صلة أكد الزفزافي الأب أن سلمية احتجاجات الحراك أحرجت الدولة المغربية وبرلمانها وطنيا ودوليا، ومع ذلك فهي لم تمنع البعض من “شيطنة” المحتجين واتهامهم بالانفصاليين. وأردف المتحدث ذاته أن عبد الكريم الخطابي وصف بالفتان ووصف الزفزافي بالانفصالي، وأن الزعيم عبد الكريم الخطابي تم نفيه من قبل المستعمر لكنه لم يعذبه، فيما تمت مداهمة بيت ناصر الزفزافي بعد كسر الباب وعنفت والدته. وأضاف أن السلطات الأمنية عاتت فسادا في بيت عائلة الزفزافي لحظة نقل والدته للمستعجلات. وذكر أحمد الزفزافي أن حادث المسجد الذي تسبب في اعتقال الزفزافي وقع يوم 26 ماي 2017، وتم اعتقاله يوم الاثنين 29 ماي 2017، حيث تمت مداهمة المكان الذي كان ينام فيه كما جاء في محاضر الشرطة القضائية. وتسائل الزفزافي الأب عن كيف أصيب ابنه بسبع “غرزات” وهو يقاوم 54 شخصا من القوات العمومية وهو نائم لحظة اعتقاله؟. من جانب آخر أكد الزفزافي الأب أن ابنه ناصر تعرض للضرب المبرح وللتعذيب الشديد، وأنه يستحي أن يذكر ما تعرض له ابنه أمام الحضور. وكشف ذات المتحدث أن ناصر الزفزافي اعتقل ببيت على الشاطئ بإقليم الدريوش، ونقل مباشرة للمطار ، ومن المطار تم نقله من جديد لمخفر الشرطة بالحسيمة حيث تم تعذيبه وضربه بشكل لا يخطر على بال. وأضاف أن التعذيب الذي تعرض له ناصر الزفزافي، بضرب رأسه بحائط دائرة الشرطة بالحسيمة، تسبب له في عطل في عرق في الرأس، بحيث أصبح لا يضخ الدم لباقي أطراف جسمه، وتسبب له في شلل نصفي في أكثر من مرة. وتابع موضحا أن ابنه نقل من جديد من دائرة الشرطة بالحسيمة وهو حافي القدمين وعلى رأسه كيس أسود للمطار، ومن المطار لمقر الشرطة القضائية حيث انطلقت جلسة استنطاقه من قبل أزيد من عشرين شرطيا، دون تمكينه حتى من غسل وجهه من آثار الدماء. من جانب آخر تسائل الزفزافي الأب عن مصير اللباس الذي كان يرتديه ابنه ناصر الزفزافي، لحظة استقدامه من الحسيمة، ولماذا لم تطلب النيابة العامة إحضاره لجلسات المحكمة. وعدد أحمد الزفزافي مظاهر التعذيب التي يؤكد أن ابنه تعرض لها ومن ضمنها تصويره وهو شبه عار ، ونشر الفيديو في العديد من المواقع، ناهيك عن وضعه في غرفة منفردة مظلمة بسجن “راس الماء”، وهو عار حتى من ملابسه الداخلية.