تبدو ساحة "جامع الفنا" الشهيرة في مراكش شبه فارغة في هذا اليوم القائظ الا من بعض مرقصي الافاعي والمشعوذين وباعة عصير البرتقال الذي يكثر عليه الطلب في مثل هذا المناخ الحار. ورغم ان تفجير مقهى "أركانة" العام الماضي أثر "بشكل طفيف" حسب المسؤولين على السياحة في مراكش الا ان فراغ الساحة تقريبا من السياح في هذا اليوم من مايو يعود بالاساس الى ارتفاع درجة الحرارة بطريقة غير مألوفة في مثل هذا الوقت من العام مما دفع أغلب السياح الى الاختباء في فنادقهم. وفي المساء حين تزدهر الساحة يبدو الامر عاديا حيث تكتظ الساحة من جديد بزوار مغاربة وأجانب .. لكن أغلب التجار بالساحة والسكان لاحظوا تراجعا في أعداد السياح والرواج التجاري عقب هذا التفجير بل أرجعوه أكثر الى تأثيرات الازمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها. ويقول عبدالغني (45 عاما) بائع الفواكه الجافة "تفجيرات أركانة حتى أنا أخافتني العام الماضي لاننا غير معتادين على مثل هذه الحوادث لكن أظن الان أنه تم نسيانها من قبل السياح.". ويضيف "لقد بدأت الساحة تمتلئ شيئا فشيئا بالسياح لكن على مستوى الرواج التجاري فهو غير مزدهر كما كان في الماضي." ومن جهته يقول حسن بائع عصير البرتقال "الازمة الاقتصادية وتفجيرات اركانة تحالفا على ساحة جامع الفنا. الوضع السياحي لا يبشر بالخير." وأدى تفجير مقهى أركانة في أواخر أبريل نيسان العام الماضي باستخدام قنبلة في منتصف النهار تقريبا الى مقتل 17 شخصا أغلبهم من السياح. وتعد ساحة "جامع الفنا" التي كانت تاريخيا مخصصة لتنفيذ أحكام الاعدام في بدايات تأسيس المدينة القلب النابض للسياحة في مراكش حيث يقصدها عدد من الزوار المغاربة والاجانب للاستمتاع بأجوائها الشعبية. فمن الحكواتيين ومروضي الافاعي والقردة والمشعوذين وناقشات الحناء..الى بائعي عصير البرتقال الطازج والاكلات المغربية الشعبية..حيث تتحول الساحة في الليل الى مطعم شعبي كبير مترامي الاطراف تتصاعد من مختلف جوانبه موسيقى وأهازيج مغربية شعبية صاخبة. وصنفت منظمة اليونسكو الساحة في عام 2001 تراثا عالميا. ويقول مسؤول السياحة في مراكش عبداللطيف أبو ريشة "تفجير أركانة تم نسيانه تقريبا في حين الازمة الاقتصادية العالمية أثرت من جانبها على نشاط الساحة والسياحة في المدينة عامة." وأضاف في تصريح لرويترز "مع الازمة هناك تراجع طفيف بالنسبة للسياحة في مراكش." وقال "هناك تراجع بالنسبة لعدد السياح الوافدين على جامع الفنا هذا العام بسبعة في المائة لكن هذا ليس سيئا." وقال ان "الازمة المالية العالمية منذ عام 2008 والربيع العربي في عام 2011 تضافرا مع بعض التأثير لتفجير أركانة ولكن التأثير لم يكن كارثيا." وتشير أرقام رسمية الى أن نسبة عدد الليالي في مراكش تراجعت بنسبة 15 في المئة في حين تراجع عدد الوافدين على المدينة بنسبة 10 في المائة بالنسبة للربع الاول من العام الحالي. وتقول ماتيلد جون بيير "لا أظن أن التفجير الذي وقع العام الماضي أثر في السياحة بالنسبة لمراكش..- قبل أن تتساءل- التفجير وقع في مقهى باريس أم مقهى أركانة.". وتضيف"لا أظن أن هناك تراجعا أو تخوفا بعد التفجير الذي وقع. على الاقل أنا وزوجي توجهنا الى مصر العام الماضي في عز المظاهرات التي صاحبت الاطاحة برئيسها السابق ولم يكن هناك أي تخوف من طرفنا." ويضيف زوجها جون بابتيس "الازمة الاقتصادية قد يكون لها تأثير كبير لانني اعرف عدد من الاصدقاء تخلوا عن سفرياتهم بسبب الظروف المالية." وغير بعيد عن الساحة قال محمد البركة (56 عاما) الذي كان يبيع الكتب المتنوعة الاتجهات من كتب الحديث والتصوف الى كتب الشعودة وتفسير الاحلام وتعليم اللغات "الساحة بدأت تسترجع عافيتها مؤخرا.". وأضاف قائلا "في الستة الاشهر الاولى من العام الماضي كان التأثير السلبي لتفجير أركانة واضحا لكن السياحة الداخلية ساعدتنا كثيرا على تجاوز الركود التجاري." --- تعليق الصورة: الفنانة العالمية شاكيرا بساحة جامع الفنا