اعتبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني٬ يوم الأربعاء 9 ماي في باريس٬ عقب أول لقاء له مع بيير موسكوفيتشي ممثل الرئيس المنتخب حديثا٬ الاشتراكي فرانسوا هولاند٬ أن التحول السياسي في فرنسا لن يغير من موقف باريس بشأن القضايا الحيوية بالنسبة للمغرب٬ خصوصا ملف الصحراء. وأكد العثماني٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن الفريق الذي سيولى إدارة فرنسا مستقبلا " سيواصل نفس النهج بخصوص القضايا الحيوية للمغرب خاصة تلك الخاصة بالصحراء والعلاقات الاقتصادية والاستثمارات" في المغرب مذكرا بالموقف الإيجابي للاشتراكيين الفرنسيين من مخطط الحكم الذاتي ودعمهم لمسلسل التسوية السياسية للنزاع تحت رعاية الأممالمتحدة. وكانت الكاتبة الأولى للحزب الاشتراكي الفرنسي مارتين أوبري٬ التي أوفدها هولاندا إلى المغرب٬ حيث استقبلت في مارس الماضي من قبل جلالة الملك محمد السادس عبرت عن دعم حزبها للمقترح المغربي٬ باعتباره أرضية " جادة " لتسوية النزاع حول الصحراء. وأكدت أن "الحزب الاشتراكي دعم على الدوام المقترح المغربي للحكم الذاتي الموسع٬ ويعتبر أن على مجلس الأمن العمل على أساس هذا الاقتراح لإيجاد حل لقضية الصحراء". وتدارس العثماني وموسكوفيتشي خلال هذه المباحثات مختلف جوانب العلاقات الثنائية " السياسية والاقتصادية" بين المغرب وفرنسا٬ وشددا على أن هذه العلاقات جيدة ٬ ليس فقط على المستوى الرسمي٬ ولكن أيضا على المستوى الشعبي٬ اعتبارا لأهمية الجالية المغربية المقيمة في فرنسا وكذا الاستثمارات الفرنسية في المغرب. وأشار العثماني إلى أنه اتخذ هذه المبادرة٬ التي تعتبر الأولى من نوعها لعضو حكومة أجنبية للاتصال بالرئيس المنتخب٬ " لتهنئة أصدقائنا الفرنسيين على النصر الذي حققوه وإقامة اتصالات أولية بهدف مواصلة العمل لتعزيز العلاقات العريقة المتينة والمتميزة" القائمة بين البلدين. وتعكس هذه المبادرة أيضا تعبير المغرب٬ قبيل تشكيل حكومة هولاند٬ عن ارادته في الحفاظ على الحوار السياسي المتواصل٬ ومواصلة التشاور حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتشكل أيضا فرصة للعثماني لتسليط الضوء على الشراكة " الفريدة والنموذجية " بين باريس والرباط اللذين تمكنا من تطوير وتعزيز علاقاتهما الثنائية " مستفيدين في ذلك من التطورات السياسية الداخلية التي يعرفها البلدان". ومن جانبه جدد موسكوفيتشي تشبث الحزب الاشتراكي بتعزيز العلاقة الخاصة مع المغرب وتقوية الروابط بين مختلف الفاعلين على المستوى السياسي والاقتصادي والمجتمع المدني٬ اللذين يعملون على إثراء التعاون بين البلدين. من جهة اخرى أشاد بيير موسكوفيتشي ممثل الرئيس الفرنسي المنتخب٬ الاشتراكي فرانسوا هولاند والمتحدث باسمه ب "الطابع الجد أخوي" الذي تتسم به العلاقات المغربية الفرنسية ٬ مؤكدا استعداد الإدارة الفرنسية المقبلة لتحقيق المزيد من التقارب بين البلدين والشعبين. وقال موسكوفيتشي "نسعى إلى تحقيق المزيد من التقارب بين المجتمعين"٬ مشيرا إلى أن تعزيز العلاقات يتم عبر السياسة٬ وأنه ينبغي أن يتم كذلك عبر المجتمعات". وأكد موسكوفيتشي على الرغبة في العمل مع المغرب بطريقة مشتركة وخاصة على مستوى القضايا الإقليمية٬ "التي هي قضايا جد أساسية ". وأضاف أنه سيتم المحافظة "على هذا المستوى من الصداقة٬ بفضل " الأحداث والتغيرات السياسية التي يعرفها البلدان على حد سواء٬ لأن المغرب يعيش تحولات كبيرة وفرنسا تعرف هي الأخرى تغيرا كبيرا". وأضاف موسكوفيتشي٬ الذي قاد الحملة الانتخابية الرئاسية لفرانسوا هولاند٬ أن الرسالة التي وجهها المغرب تجاه الرئيس الجديد "جد هامة عندما ندرك عمق وعراقة ومتانة العلاقات التي تربط بين بلدينا". --- تعليق الصورة: الملك محمد السادس أثناء استقباله لمارتين دوبري الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الفرنسي