كشفت دراسة حديثة قامت بها جمعية إغيل لتنمية الساكنة الجبلية، أن إكراهات تنقل التلاميذ ترفع نسب الهدر المدرسي بقرى المغرب، بحيث أن الموقع الجغرافي للمدرسة القروية يساهم بشكل كبير في الانقطاع عن الدراسة، مسجلة انقطاع أكثر من 900 تلميذ وتلميذة عن الدراسة خلال سنة واحدة ب 4 جماعات بإقليم تنغير. وأفادت الدراسة التي أنجزت في إطار شراكة بحث وتعاون بينها وبين برنامج دعم التابع للسفارة البريطانية، حيث شملت أربع جماعات (مركزا حضريا وثلاث جماعات قروية) تنتمي جغرافيا إلى حوض مكون المتواجد جنوبإقليم تنغير بينت من خلال مؤشرات كمية وخرائط مجالية إلى كون إكراهات التنقل اليومي للتلاميذ من وإلى المدرسة يسهم بشكل كبير في الرفع من مخاطر مغادرة المدرسة (الغياب، التأخر، التكرار…). خصوصا حينما تكون المسافات المقطوعة تتجاوز 20 كيلومتر أو حينما تكون المسالك المستعملة غير معبدة واستعمالها غير مستدام.
وأوصت الدراسة بضرورة باعتماد مؤشر الولوجيات القروية IAR أثناء إعداد الخريطة المدرسية وبناء البرنامج المادي للمديريات الإقليمية للتعليم في شقها المتعلق بالإحداثات الجديدة. نزيف الهدر المدرسي وأكدت الدراسة أنه بالرغم من المجهودات الكبيرة التي تبذلها السلطات التربوية الإقليمية والجهوية والمركزية للحد من الهدر المدرسي بالمنطقة من خلال برامج دعم مكثفة ومتنوعة (النقل المدرسي، الإطعام المدرسي، مليون محفظة، تيسير…) إلا أن نسب الهدر المدرسي في ارتفاع مستمر وبلغت سنة 2017 أكثر من 900 منقطع ومنقطعة عن الدراسة. من جهته، أوضح سعيد سملالي رئيس جمعية إغيل لتنمية الساكنة الجبلية، في حديث ل”لكم”، على أنه بالرغم من كون جودة بنيات الاستقبال بمختلف المؤسسات التعلمية بالمنطقة تحسنت بشكل ملحوظ في الأونة الأخيرة، فإن معضلة الهدر المدرسي لازالت مستمرة مما جعل الجمعية حسب المتحدث تفكر في الأسباب الخارجية وهو ما دفعها بعد مشاورات محلية مع الساكنة المحلية والفاعلين في المجال إلى صياغة الإشكالية وإطلاق الدراسة للبحث عن إجابات لها من خلال البحث في الأسباب الجغرافية للهدر المدرسي. يشار إلى ان الجماعات المعنية بالدراسة، تعتبر حسب الإحصائيات الرسمية بكونها الأفقر على المستوى الإقليمي، وتدخل حسب الدراسة في نطاق المجالات الترابية الصعبة الولوج على اعتبار أن الدراسة أقميت استنادا إلى معطيات كمية مرتبطة بمعايير تصنيف المناطق حسب الولوجيات المجالية، بتقسيم منطقة البحث إلى ثلاث مناطق حسب جودة الولوج،حيث كلما كانت المنطقة صعبة الولوج كلما سجل ارتفاع ملحوظ في نسب الهدر المدرسي في مختلف الأسلاك التعليمية مع ارتفاع كبير في السلك الإعدادي. يذكر أن الدراسة أكدت أن النموذج المقترح يتجه إلى تجميع عدد من الدواوير في دائرة قطرها 2 كيلومتر تكون مختلف المؤسسات في هذا المجال سهلة الولوج بشكل مستدام بحيث لا تحول الظروف المناخية أو الجغرافية دون الولوج المستمر للمتعلمين إلى مدارسهم طيلة السنة.