أعلن راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية التونسية المحظورة اليوم السبت انه سيعود خلال الأيام القليلة المقبلة من المنفى في لندن بعد إسقاط زين العابدين بن علي الذي حكم تونس طوال 23 عاما. وحظرت السلطات التونسية حركة النهضة في أوائل التسعينات بعد اتهامها بالتآمر للإطاحة بالنظام العلماني باستخدام العنف . ولكن الحركة قالت إنها لا تنتهج العنف وأنها ضحية قمع حكومي. وقال الغنوشي لرويترز عبر الهاتف انه سيعود قريبا جدا إلا انه لم يقرر متى بعد ولكن من المحتمل خلال الأيام المقبلة. وأردف قائلا إن الأسباب التي أجبرته على مغادرة تونس لم تعد موجودة الآن وان الدكتاتورية سقطت ولم يعد هناك شيء يمنعه من العودة إلى بلاده بعد 22 عاما في المنفى. وحوكم مئات من أنصار النهضة في التسعينات وفر كثيرون إلى الخارج. وفي الشهر الماضي أصدرت محكمة تونسية أحكاما بالسجن على سبعة رجال أدينوا بالتخطيط لإحياء حركة النهضة. ولكن يبدو أن هذا النهج تغير بعد فرار ابن علي إلى السعودية وبعد أن دعا محمد الغنوشي الذي كلفه الرئيس المؤقت بتشكيل حكومة جديدة زعماء المعارضة في الخارج للعودة إلى تونس. وسلكت تونس نهجا علمانيا قويا منذ استقلالها عن فرنسا عام 1956 وكان دور الساسة الإسلاميين اقل بروزا من دول قريبة مثل الجزائر أو مصر. وهناك بعض التأييد للجماعات الإسلامية المعتدلة في تونس ولكن لا يعرف حجم هذا التأييد لان أنصارها يخفون تعاطفهم تفاديا لاعتقالهم. وتعتزم تونس إجراء انتخابات رئاسية خلال فترة لاتتجاوز شهرين من الآن. وفي هذه الأثناء من المتوقع أن تحاول شخصيات معارضة تعرضت لمضايقات أو همشت أو أجبرت على الذهاب إلى المنفى في ظل ابن علي أن توطد نفسها كسياسيين يمثلون التيار الرئيسي.