تفاقمت «أسلمة» الانتخابات الفرنسية أمس، مع تواصل السباق بين المرشحين نيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند على أصوات «اليمين المتطرف» التي تعتبر بطبيعة الحال حساسة إزاء مواضيع الهجرة و«دمج» المسلمين في المجتمع، و«خطورة المد الإسلامي» وما إلى هنالك من ملفات تحولت إلى محور المنافسة الرئاسية في فرنسا. لكن دومينيك ستراوس كان، الذي كان قبل حوالي عام أبرز المرشحين ليكون في مكان هولاند اليوم، لولا فضيحة جنسية في نيويورك، أدخل عنصرا جديدا إلى السباق باتهامه لأول مرة، ساركوزي بالتآمر عليه لتضخيم الفضيحة بغية إزاحته عن الانتخابات. وفي مقابلة مع صحيفة «الغارديان» البريطانية، قال ستراوس كان إن الحادث الذي اتهم على إثره بمحاولة اغتصاب العاملة الافريقية في فندق «سوفيتل» في نيويورك نفيساتو ديالو، لم يكن مدبرا. لكنه أكد أنه كان تحت مراقبة الاستخبارات الفرنسية لأسابيع قبل اعتقاله بهذه التهمة، واتهم عملاء مقربين من ساركوزي بمراقبة مكالماته الهاتفية والتأكد من توجه ديالو إلى شركة نيويورك. وسعى متصدر السباق في انتخابات الرئاسة الفرنسية فرنسوا هولاند إلى التقرب من ناخبي اليمين المتشدد الذين قد يحسمون نتيجة الانتخابات في الجولة الثانية وقال إنه سيحد من الهجرة في وقت الأزمة الاقتصادية ويؤيد حظر ارتداء النقاب في الاماكن العامة. وأصبح هولاند الاشتراكي في طريقه للفوز في الجولة الثانية التي تجرى في السادس من ايار المقبل ضد الرئيس نيكولا ساركوزي المنتمي الى يمين الوسط. والأمل الوحيد أمام ساركوزي هو الفوز بأصوات العدد القياسي من الناخبين الذين اختاروا الجبهة الوطنية اليمينية المتشددة في الجولة الاولى التي جرت يوم الاحد الماضي. ومال الرئيس بشدة الى اليمين حول موضوعات الهجرة والاسلام خلال هذا الاسبوع منذ ان حصلت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان على نسبة 17,9 في المئة من الاصوات في الجولة الاولى. وقال هولاند إنه يتعين الانصات إلى اصوات الجبهة الوطنية لكنه أحجم عن التودد إليهم بشكل صريح. وقال «خلال الازمة التي نمر بها يصبح الحد من الهجرة الاقتصادية أمرا ضروريا وجوهريا». ورد هولاند بأسلوب مراوغ عندما سئل مرارا في برنامج تلفزيوني عرض في وقت الذروة أول من أمس بشأن ما اذا كان يعتقد ان عدد الاجانب في فرنسا اكبر من اللازم مثلما أعلن ساركوزي ولوبن في أحاديث بحملتيهما الانتخابيتين. وفي معرض توضيح لموقفه بعد ان أثارت مراوغاته الانتقاد قال لاذاعة «آر.تي.إل» إنه في حالة انتخابه سوف يحمل البرلمان على تحديد حصة سنوية للوظائف التي يتولاها الاجانب القادمون من غير دول الاتحاد الاوروبي. وقال هولاند أيضا إنه سيدعم ويطبق حظرا على ارتداء المسلمات النقاب برغم امتناعه عن التصويت على القانون في العام 2010 خلال اقتراع برلماني عندما اقترحه ساركوزي. وجاءت تصريحاته ردا في ما يبدو على محاولات ساركوزي رسم صورة له على أنه متساهل بشأن الاسلام الاصولي والزعم بشكل خاص أن رجل دين سويسريا مسلما ابدى التأييد لانتخاب هولاند للرئاسة. ونفى رجل الدين طارق رمضان تأييد أي مرشح. ووجه المثقف السويسري المصري الاصل طارق رمضان على موقعه على الانترنت دعوة ساخرة للفرنسيين للتصويت لفائدة نيكولا ساركوزي «لإنقاذ فرنسا». وردا على سؤال عن دوافع هذا النداء قال رمضان استاذ الدراسات الاسلامية المعاصرة في جامعة اوكسفورد، ان ذلك جاء بدافع «الرد بالمثل». وأضاف «لقد تباحثت امس (أول من أمس) في برلين مع وزراء وموظفين ألمان. لقد فوجئت تماما بالطريقة التي يحللون بها شخصية ساركوزي وعمله». وتابع قائلا «لقد كانت اجواء من التهكم كما ان الجدل حول شخصي كان يسليهم كثيرا». وكتب رمضان على موقعه على الانترنت ان «مخاطبي الالمان أقنعوني تماما بأن الرئيس الفرنسي الحالي يمثل الحظ والمجد والبركة التي لا حدود لها بالنسبة لفرنسا وأوروبا». وأضاف «ولذلك فإني اوجه نداء علنيا لكل الفرنسيين. لإنقاذ فرنسا: صوتوا لصالح نيكولا ساركوزي، نيكولا ساركوزي يجسد الكرامة! نيكولا ساركوزي يجسد الامن! في فرنسا وفي المانيا وفي الخارج!».