عبرت الأممالمتحدة الثلاثاء 17 أبريل، عن استيائها من تحركات المغرب في الصحراء الغربية، وذلك خلال اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي للبحث عن وسائل للخروج من الطريق المسدود الذي وصلت إليه قضية مستقبل هذه المنطقة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقرير قدمه إلى المجلس إن اتصالات بعثة الأممالمتحدة مع مقر الأممالمتحدة من الأراضي التي يسيطر عليها المغرب "اخترقت". وأضاف أن "عوامل كثيرة قوضت قدرة البعثة على مراقبة الوضع ونقل تقارير ثابتة عنه". وبينما لا تشير المفاوضات المستمرة منذ سنوات بين المغرب وجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) إلى تقدم لتسوية وضع المنطقة، يواجه مجلس الأمن ضغوطا متزايدة من اجل منح تفويض للبعثة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان. وقال دبلوماسيون إن التقرير هو واحد من التقارير الأكثر حدة في الانتقادات الموجهة إلى المغرب منذ سنوات بشأن الصحراء الغربية التي ضمتها المملكة في 1975 بعد انسحاب اسبانيا. وأوضح دبلوماسي في المجلس إن "معلومات عن التجسس على مقار بعثة الأممالمتحدة خصوصا تكشف مدى إحباط المنظمة الدولية". وقال بان كي مون في تقريره إن "معلومات أشارت إلى أن سرية الاتصالات بين مقار بعثة الأممالمتحدة ونيويورك في مناسبة واحدة على الأقل اخترقت". ولم يشر التقرير إلى الجهة التي اخترقت الاتصالات. لكن مجمع الأممالمتحدة يقع في فندق سابق في مدينة العيون التي تخضع لسيطرة المغرب. ويحيط بالمجمع 21 علما مغربيا. وتشعر الأممالمتحدة بالاستياء أيضا لان المغرب يجبر قوات الأممالمتحدة على وضع لوحات تسجيل مغربية, وهذا ما يضطرها لتغيير اللوحات عند المرور في مناطق تخضع لسيطرة بوليساريو. وعادة تحمل لوحات آليات الأممالمتحدة في مناطق النزاعات في العالم لوحات تسجيل حيادية. ورأى بان كي مون أن الأعلام ولوحات التسجيل "تؤدي إلى مشهد يثير شكوكا في حيادية البعثة"، مشيرا إلى أن "وجود شرطة مغربية خارج المجمع يردع الزوار عن الاقتراب من البعثة بشكل مستقل". وتابع إن إجراء "اتصالات خارجية يخضع لرقابة". وأكد بان أن البعثة "غير قادرة على ممارسة مهامها لحفظ السلام من مراقبة وإشراف ونقل تقارير وغير قادرة على الاستفادة من إمكانية وقف تقلص قدراتها على تنفيذ مهمتها بنفسها". لكن المجلس شهد جدلا لان الأمانة العامة عدلت الصيغة الأصلية للتقرير مرتين. وقال دبلوماسيون وجبهة بوليساريو إن المغرب الذي يشغل مقعدا غير دائم في مجلس الأمن حاليا، مارس ضغوطا بدعم من فرنسا من اجل إدخال تعديلات. وقال سفير جنوب إفريقيا إن هذه التعديلات "مؤسفة جدا" معتبرا أن التقرير "خففت حدته". من جهته، دان ممثل بوليساريو في الأممالمتحدة احمد بخاري "الضغط الذي مارسه المغرب وفرنسا بشكل مشترك من اجل تعديل بعض الفقرات أو إضعاف مضمون" التقرير. ورفض الدبلوماسيون المغاربة الإدلاء بأي تعليق بينما نفى ناطق باسم البعثة الفرنسية هذه المعلومات التي قال أنها "ادعاءات لا أساس لها". وأوصى بان كي مون بإرسال 15 مراقبا عسكريا إضافيا إلى البعثة التي تضم حاليا228 شخصا "من اجل تعزيز قدراتها على المراقبة". كما طلب بان من مجلس الآمن توسيع مهام البعثة لتصبح قادرة على متابعة المعلومات عن انتهاكات حقوق الإنسان، مؤكدا ضرورة التصويت على قرار يمدد مهمة البعثة لعام "قبل نهاية الشهر الجاري". --- تعليق الصورة: مقر مينورسو بمدين العيون وقد رفع فوقه علم الأمم المتحدثة ونصب أمامه علم المغرب