أعلن رئيس الوزراء الجزائري الأسبق عبد المجيد تبون، الخميس، عزمه خوض سباق الرئاسة المقرر 12 دجنبر القادم، في خطوة خلفت جدلًا بدعوى أنه محسوب على نظام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة. ووجه تبون، بعد ظهر الخميس، رسالة إلى رئيس السلطة العليا للانتخابات محمد شرفي يعلن فيها نيته الترشح للانتخابات، وقام بسحب استمارات التوكيلات لدخول السباق. وقال تبون، لدى خروجه من مقر الهيئة للصحفيين، إنه قرر دخول هذا السباق ولديه برنامج يتركز على تطهير الاقتصاد و”أخلقة” الحياة السياسية. وقدم تبون نفسه على أنه ضحية للممارسات التي أدت إلى انتفاضة 22 فبراير الماضي بعد إقالته من رئاسة الوزراء صيف العام 2017 على خلفية مواجهة مع رجال الأعمال . وتبون (74 سنة) تخرج في المدرسة العليا للإدارة بالجزائر العام 1965 تخصص الاقتصاد والمالية، ويعد أحد أبرز الشخصيات السياسية في البلاد خلال فترة حكم بوتفليقة. تولى عدة مناصب في الإدارة المحلية في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وكذا عدة مناصب وزارية في عهد بوتفليقة أهمها الإعلام عام 2000، السكن على فترتين بين 2001 و2002 ثم بين 2013 و2017. وفي ماي2017 عين تبون رئيسًا للوزراء خلفا لعبد المالك سلال، لكنه أقيل بعد أشهر قليلة في غشت من العام نفسه، بسبب صراع مع كبرى منظمات رجال الأعمال في البلاد (منتدى رؤساء المؤسسات) والمقربة من رئاسة البلاد. وفور توليه رئاسة الوزراء أعلن تبون عن خطة لفصل المال عن السياسة والحد من نفوذ رجال المال، لكنه واجه معارضة شرسة كلفته منصبه، غير أنه وجد إشادة من الشارع ومعارضين. وينتمي تبون سياسيا لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في عهد بوتفليقة، الذي أطاحت به انتفاضة شعبية مطلع أبريل الماضي، لكن ترشحه هذه المرة جاء بصفته شخصية مستقلة. وأثارت معلومات تم تداولها خلال الأيام الماضية حول نية تبون دخول السباق جدلا في البلاد، حيث وصف معارضون ونشطاء الخطوة بنية النظام السابق العودة إلى الساحة، فيما اعتبره البعض شخصية المرحلة كونه أول من واجه رجال المال المقربين من بوتفليقة. وفي وقت سابق الخميس، قال رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس إن ترشح تبون “هو تشويه للرئاسيات المقبلة”. وتساءل، في مؤتمر صحفي قبل بداية اجتماع لحزبه “طلائع الحريات” لتحديد موقفه من الانتخابات، هل يعني دخول شخصية معروفة في عهد بوتفليقة السباق “عودة (الولاية) الخامسة(التي كان يعتزم بوتفليقة الترشح لها قبل الاطاحة به) التي أسقطها الشعب وإذا كان يراد للجزائر خامسة باسم جديد”. وعلق تبون في ظهوره اليوم على تصريحات بن فليس بالقول إن “الوقت ليس للجدال بسبب الوضع الذي تعيشه البلاد”، رافضا الرد عليه. وغيرت الجزائر نظامها الانتخابي بالكامل، إذ نزعت كافة صلاحيات تنظيم الانتخابات من الإدارات العمومية (وزارات الداخلية والعدل والخارجية)، ومنحتها للسلطة المستقلة للانتخابات المستحدثة مؤخرا، وزكى أعضاء السلطة (الهيئة) وعددهم 50، وزير العدل الأسبق محمد شرفي (73 عاما) رئيسا لها. وشرعت هذه الهيئة في التحضير لانتخابات الرئاسة المقررة 12 ديسمبر القادم، وستتكفل بكل مراحل الإعداد لها وإعلان نتائجها الأولية. وبلغ حتي اليوم عدد المتقدمين للترشح للرئاسة 75، حسب السلطة العليا للانتخابات، أغلبهم مستقلين مغمورين، إلى جانب رئيسي الوزراء السابقين علي بن فليس، وعبد المجيد تبون والوزير الإسلامي الأسبق ورئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة.