اعتبر قائد الأركان الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية 2019، “فرصة غير مسبوقة” لإرساء الديمقراطية التي كانت مُغيبة في العهد السابق. جاء ذلك في تصريحات نقلها عنه التلفزيون الحكومي، الأربعاء، باليوم الثاني من زيارته إلى المنطقة العسكرية الثالثة (جنوب غرب). وقال قايد صالح إن “الإنتخابات الرئاسية القادمة فرصة غير مسبوقة لإرساء الثقة، وفتح آفاق واعدة للديمقراطية التي غيبتها العصابة لسنوات”.
وعادة ما يطلق قائد أركان الجيش وصف “العصابة” على محيط الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وكذلك على لوبيات محسوبة على رئيس المخابرات الأسبق الفريق توفيق مدين، ممن يطلق عليهم أيضا وصف “الدولة العميقة” في البلاد. وفجر الأربعاء، أصدرت محكمة عسكرية بالجزائر، حكما (غير نهائي) بالسجن ل15 عاما بحق سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس المستقيل، وقائدي المخابرات السابقين محمد مدين (المدعو توفيق) وعثمان طرطاق، إلى جانب لويزة حنون الأمينة العامة ل”حزب العمال” (يسار)، بتهمة “التآمر على الجيش والدولة” بعد جلسة محاكمة دامت يومين. كما أصدرت المحكمة حكما غيابيا بالسجن ل20 عاما بحق وزير الدفاع الأسبق خالد نزار وأحد أبنائه، بعد فرارهم نحو إسبانيا قبل أسابيع، وإصدار القضاء العسكري مذكرة توقيف دولية بحقهما. وأودع المتهمون الحبس المؤقت، في ماي الماضي، من قبل قاضي تحقيق عسكري بتهمتي “المساس بسلطة الجيش” و”المؤامرة ضد سلطة الدولة” بعد ساعات من إيقافهم والتحقيق معهم. وغيرت الجزائر نظامها الانتخابي بالكامل، إذ نزعت كافة صلاحيات تنظيم الانتخابات من الإدارات العمومية (وزارات الداخلية والعدل والخارجية)، ومنحتها للسلطة المستقلة للانتخابات المستحدثة مؤخرا، وزكى أعضاء السلطة (الهيئة) وعددهم 50، وزير العدل الأسبق محمد شرفي (73 عاما) رئيسا لها. وشرعت هذه الهيئة في التحضير لانتخابات الرئاسة المقررة يوم 12 ديسمبر القادم، وستتكفل بكل مراحل الإعداد له وإعلان نتائجه الأولية.