منذ تعيين الحكومة الحالية برآسة عبد الإله بنكيران، اختفى عن الأنظار كل من محمد حصار الوزير المنتدب القوي في وزارة الداخلية سابقا، ورئيسه على نفس الوزارة الطيب الشرقاوي. ورغم أن حصار ظهر مؤخرا في مناسبة رسمية داخل القصر المكلي بالدار البيضاء أثناء تقديم نظام التغطية الصحية، إلا أن الأنباء تحدثت آنذاك عن كونه حضر بالإضافة إلى شخصيات أخرى لم تعد لها أية مناصب رسمية، على اعتبار أنهم ممن شاركوا في وضع هذا النظام الموجه للفئات الأكثر احتياجا في المغرب. وحسب مصادر مطلعة، فقد علم موقع "لكم. كوم"، أن الوزيرين السابقين استبعدا من تشكيلة حكومة بنكيران التي احتفظت بوزراء تكنوقراط وضمت آخرين جدد، بسبب تقارير أعدتها وزارتهما التي أشرفت على الانتخابات السابقة، وذلك بناء على استطلاعات رأي ميدانية لم تتنبأ بالصعود المفاجي لحزب "العدالة والتنمية" في انتخابات 25 نوفمبر 2011. وطبقا لنفس المصادر فإن التقارير التي أعدتها وزارة الداخلية آنذاك ورفعتها إلى الجهات العليا، كانت تتوقع هيمنة تحالف أحزاب "جي 8" على نتائج تلك الانتخابات، متزعمة بقطبيه الرئيسيين "التجمع الوطني للأحرار" و"الأصالة والمعاصرة". فيما أشارت نفس التوقعات إلى حلول حزب "العدالة والتنمية" في مرتبة ثالثة بعد الحزبين المحسوبين على السلطة. وطبقا لنفس المصادر فإن مفاجئة نتائج انتخابات 25 نوفمبر عصفت بمستقبل الرجلين، خاصة بعد الآداء المبهر لحزب إخوان بنكيران في تلك الانتخابات، وهو ما حتم ابعادهما من التشكيلة الحكومية التي رأسها بنكيران، وإقصاهما قبل ذلك من التعيينات التي أقدم عليها الملك محمد السادس عشية ظهور نتائج تلك الانتخابات، والتي شملت تعيين سفراء، كان اسم محمد حصار مرشحا من بينهم لشغل منصب سفير المغرب في باريس أو الرياض. كما كان لافتا للانتباه إقصاء الطيب الشرقاوي، أحد اكثر المسؤولين ولاء للسلطة عندما كان يتولى مناصب سامية في وزارة العدل وعلى رأس المجلس الأعلى للقضاء أو على رأس وزارى الداخلية، من لائحة الأسماء التي ألحقها الملك محمد السادس بديوانه كمستشارين مكافئة لهم على خدمة الملكية أو صونا لهم من الإقالة التي ترتبط في القاموس "المخزني" بالعقاب. وحسب مصادر مقربة من وزير الداخلية السابق الطيب الشرقاوي فإن الرجل منذ عزله من منصبه وهو يعتكف ببيته، فيما لا زال زميله في نفس الوزارة محمد حصار يمني نفسه، عندما تشفع له قرابته مع شخصيات نافذة، بأن يرفع "الغضب الملكي" عنه ويجد نفسه على رأس إحدى السفارات المهمة أو على رأس المجلس الأعلى للأمن الوطني. --- تعليق الصورة:محمد حصار (خلف) والطيب الشرقاوي