أفادت صحيفة “إلباييس” الإسبانية أن تدفق المهاجرين غير النظاميين تراجع بنسبة 39 في المائة، وأشادت بجهود المغرب، والدور الأساسي الذي لعبه في الحد من تدفق المهاجرين، مما جعل الوصول إلى الأراضي الإسبانية أكثر صعوبة وتكلفة. وتحكي “إلباييس” على موقعها، معاناة مهاجر من بوركينا فاسو الذي ظل أربعة شهور وهو يحاول الوصول إلى إسبانيا عن طريق المغرب. “لقد حاول أول مرة أن يقفز عن السياج الذي يفصل أراضي المغرب عن مستعمرة مليلية في يناير الماضي، لكنه فشل في مسعاه” وفق رواية الصحيفة الإسبانية عن بارا نور الدين الذي نفذ أربع محاولات فاشلة قبل أن يستطيع تجاوز السياج في المرة الخامسة خلال شهر أبريل. وقال بارا نورالدين: “كل الأشياء السيئة التي حصلت معي في المغرب، انتهت الآن، هنا حيث أحصل على مكان أنام فيه، وأتابع دراستي، في انتظار أن يلتحق بي أشقائي الذين يمرون بوقت عصيب في الناظور” يضيف المهاجر في حديثه إلى “إلباييس”. وأشارت الصحيفة الإسبانية العريقة إلى أن تجربة بارا نور الدين ليست معزولة، إذ اصبح الوصول إلى إسبانيا أمرا شديد الصعوبة وبالغ الخطورة وباهض التكلفة. وتظهر أحدث البيانات المتعلقة المهاجرين غير الشرعين الذين تدفقوا إلى إسبانيا عبر هذا الطريق، إلى حدود يوم الثلاثاء 13 غشت الجاري، (تظهر) انخفاضا ب39 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، ليصبح مجموع الوافدين 18 ألف و18 مهاجر غير نظامي. وأوضحت “ألباييس” أنه بدعم مالي ولوجيستيكي من الاتحاد الأوربي وإسبانيا، نشر المغرب قواته الأمنية لاحتواء ضغوط الهجرة على أوربا. وقدمت حكومة مدريد المغرب كشريك استراتيجي في مكافحة الهجرة غير الشرعية. كما حصل على دعم مالي الاتحاد الأوربي بقيمة 140 مليون أورو، وأضافت إسبانيا 30 مليون أورو كدعم لمساعدتها في الحد من تدفق المهاجرين. وأكدت الصحيفة الإسبانية أن تراجع تدفق المهاجرين ب39 في المائة يعني أن حكومة مدريد تقترب من هدفها المتمثل في الحد من الهجرة غير الشرعية بمقدار النصف خلال عام 2019. منذ العام الماضي، أصبح الطريق الغربي للبحر الأبيض المتوسط هو البوابة الرئيسية إلى أوربا بعد أن أحكمت إيطاليا إغلاق موانئها، وكنتيجة لذلك وصل إلى إسبانيا 65 ألف مهاجر. بينما في الوقت الحالي تشهد اليونان أعلى نسبة في تدفق المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط حيث وصل إليها خلال هذا العام 28 ألف و200 مهاجر غير شرعي.