أعلن الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح، الخميس، استعداده لإقرار إجراءات تهدئة طالبت بها المعارضة من أجل إنجاح جولات الحوار. جاء ذلك خلال استقباله فريق إدارة الحوار الوطني، حسب بيان للرئاسة الجزائرية. وقال البيان: “أعلن رئيس الدولة استعداده للعمل على دعوة العدالة إلى دراسة إمكانية إخلاء سبيل الأشخاص الذين تم اعتقالهم لأسباب لها علاقة بالمسيرات الشعبية”.
وكانت قوات الأمن قد اعتقلت، وفق حقوقيين عشرات الشباب بسبب رفع راية أمازيغية في المسيرات، وذلك بعد إعلان قيادة الجيش منع رفع أي راية عدا العلم الوطني. ودعت عدة أحزاب معارضة ومنظمات حقوقية إلى إخلاء سبيل هؤلاء كشرط للمشاركة في الحوار. وفي السياق ذاته، أكد بن صالح، وفق بيان الرئاسة، استعداده ل”النظر في إمكانية تخفيف النظام الذي وضعته الأجهزة الأمنية خلال المسيرات”، في إشارة إلى حواجز أمنية توضع كل جمعة عند مداخل العاصمة لمراقبة الوافدين إليها للتظاهر. وأشار بن صالح، وفق البيان، إلى نيته تقديم توجيهات ل”فتح وسائل الإعلام الحكومية أمام مختلف التيارات دون إقصاء”. وحسب بيان الرئاسة، فإن فريق إدارة الحوار هو من رفع هذه المطالب للرئيس من أجل مباشرة عمله. وفي وقت سابق الخميس، كشفت الرئاسة الجزائرية في بيان آخر، عن قائمة من 6 شخصيات مستقلة للإشراف على جلسات حوار لتهيئة الظروف لإجراء انتخابات رئاسة لاختيار خليفة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي أطاحت به انتفاضة شعبية قبل أشهر. يتكون الفريق المكلف من كريم يونس (رئيس البرلمان بين 2002و2004) الذي كان مرفوقا بفتيحة بن عبو وبوزيد لزهاري (خبيران دستوريان) إسماعيل لالماس(خبير اقتصادي) وعبد الوهاب بن جلول وعزالدين بن عيسى (استاذان جامعيان)”. وقبل أيام أطلق بن صالح، مبادرة سياسية جديدة لتجاوز الانسداد الحاصل في البلاد دون مشاركة مؤسسات الدولة والجيش. وتتلخص هذه المبادرة في إطلاق حوار عاجل بقيادة شخصيات مستقلة من أجل تهيئة الظروف لتنظيم انتخابات رئاسة في أقرب الآجال. وحسب بن صالح فإن هذه الشخصيات لها مواصفات محددة تتمثل في عدم وجود انتماء حزبي أو طموح انتخابي شخصي، وتتمتعُ بسلطة معنوية مؤكدة، وتحظى بشرعية تاريخية أو سياسية أو مهنية”.وأعلنت قيادة الجيش دعمها للمبادرة باعتبارة مقاربة إيجابية من أجل حوار جاد للخروج من الأزمة. والأربعاء، أكد نور الدين عيادي أمين عام الرئاسة لوكالة الأنباء الرسمية أن مهمة هذا الفريق ستكون إدارة حوار مع الطبقة السياسية لتهيئة الظروف من أجل الذهاب إلى انتخابات رئاسة ذات مصداقية في أقرب الآجال.