انبرى عبد المنعم دلمي، ناشر جريدتي 'الصباح' و 'ليكونوميست'، للدفاع عن مهرجان 'موازين' الذي ينظمه السكرتير الخاص للملك محمد منير الماجدي، وكتب افتتاحية في الجريدتين اللتين تصدرهما مجموعته الصحفية، مهاجما الوزير الحبيب الشوباني واصفا إياه ب "الجاهل". وكتب دلمي في افتتاحيته التي عنونها ب "جهالة"، متسائلا: "هل أصبح الجهل يدير الشأن العام؟ لقد هاجم وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني (هكذا!) مهرجان موازين مبديا بذلك جهله بالواقع، وهي جهالة يمكن أن تبعث على الاستغراب عندما يتعلق الأمر بإنسان عاد، لكنها تصبح مقلقة إذا كانت نابعة من وزير، إذا اعتبر أن المهرجان مضيعة للمال العام..." ودافع دلمي، الذي يدير مؤسسة إعلامية موالية للسلطة، عن المهرجان الذي يرأسه السكرتير الخاص للملك محمد منير الماجدي، وكتب بأن تمويل هذا المهرجان المثير للجدل "يمول عن طريق محتضنين، ومن خلال مبيعات التذاكر..." وكان الحبيب الشوباني، الوزير في الحكومة عن حزب "العدالة والتنمية" قد قال إنه لا يعقل أن تصرف الأموال العمومية لتنظيم تظاهرة باذخة، في إشارة إلى مهرجان "موازين"، في مجتمع يطالب فيه المعطلون بالشغل، ويتطلع فيه سكان المناطق النائية إلى حطب التدفئة ورغيف خبز وقرص دواء. وتساءل الوزير في حوار مع جريدة "أخبار اليوم" قائلا: "هل من الحكامة الإعلامية وتكافؤ الفرص أن تبث سهرات موازين في القنوات العمومية، ولساعات طوال كما لو أن هذه القنوات ملك للجمعية وتحت تصرفها ومشيئتها؟"، قبل أن يضيف متسائلا: "هل من الحكامة التربوية أن تنظم وتبث هذه السهرات في عز التخضير للامتحانات التلامذية والطلابية، كما لو أن مواعيد الفنانين أهم من مواعيد الحصاد العلمي لآلاف الأسر والطلبة والتلاميذ؟" وفي رده بالنيابة عن الماجدي، كتب مدير مجموعة 'الصباح' و'ليكونوميست' "إن خرجة الوزير، إضافة إلى أنها تعكس جهله، تثير مخاوف، لأنها تسعى إلى إظهاره بمظهر المستأسد، بهدف لجم الشعب المغربي". ومن خلال هجومه على الوزير الإسلامي، اعترف دلمي الذي سخر مجموعته للدفاع عن السلطة وسياساتها، أن مجموع من شاركوا في الانتخابات الأخيرة التي شهدها المغرب وبوأت حزب "العدالة والتنمية" المرتبة الأولى لايمثلون حتى نصف عدد المسجلين واللذين لايمثلون حتى نصف عدد المغاربة، أي أن عدد المشاركين في الانتخابات لم يتجاوزا حسب دلمي ربع المغاربة. فقد كتب في افتتاحيته "لاشك أن العدالة والتنمية هو الحزب الأول، لكنه لم يحصل إلا على ربع أصوات الناخبين، اللذين لايصل عددهم إلى نصف المسجلين في اللوائح الانتخابية، هؤلاء لايمثلون بدورهم، سوى نصف المغاربة، ما يعني أنه ليس الحزب المهيمن...". يذكر أن نفس المنطق في الحساب الذي اعتمده دلمي هو ذات المنطق الذي اعتمدته الأحزاب والحركات والجمعيات التي شككت في تمثلية الانتخابات الأخيرة التي شهدها المغرب لإرادة الشعب المغربي، لكن مجموعة دلمي الإعلامية دافعت عن تلك الانتخابات في حينها وزكتها. --- تعليق الصورة: عبد المنعم دلمي