عقب تأهيل المنتخب الجزائري إلى دور الثمن النهائي، في مسابقة كأس افريقيا، التي تجري أطوارها في مصر، خرج عشرات المواطنين المغاربة من مدينة وجدة والقرى المحاذية لها في أقصى الشرق المغرب في اتجاه الشريط الحدودي الذي يفصل المغرب عن الجزائر لتهنئة الجزائريين على انتصارهم ضد الفريق الغيني. وأظهر مقطع فيديو بث على موقع “يوتوب” مغاربة يتظاهرون فرحين في تلقائية وهم يرددون “خاوة خاوة”، “وان تو تري.. فيفا لالجيري”، بينما أطلق آخرون العنان لأبواق سياراتهم للتعبير عن فرحتهم. وأظهر الفيديو مغاربة يقفون على الشريط الحدودي الذي يفصل بين البلدين، وهم يصرخون موجهين كلامهم وتحياتهم إلى الأصوات التي كانت تأتي من الضفة الأخرى، حيث تقع مدينة مغنية الجزائرية على مرمى حجر من الحدود المغربية الجزائرية. وكان هاشتاج “خاوة خاوة” و”أنا مغربي إذن أنا جزائري” قد اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، لحث الجمهور المغربي على تشجيع “مقاتلي الصحراء” الجزائريين. ومع بداية البطولة، أطلق جمهور البلدين حملة افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت اسم “خاوة خاوة”، وجدت طريقها نحو أرض الواقع، على الملاعب والمدن المصرية، التي تستضيف البطولة في الفترة من 21 يونيو الماضي وحتى 19 يوليوز الجاري. وتتمثل فكرة الحملة في مساندة جماهير الجزائر للمنتخب المغربي، ووجودها في الملاعب التي تستضيف مباريات “أسود الأطلس”، والعكس أيضا بالنسبة للجماهير المغربية، التي يتعين عليها التواجد في الملاعب التي ستستضيف مباريات “ثعالب الصحراء”. وتصدر هاشتاج “خاوة خاوة” قائمة “الهاشتاغات” في أبرز الصفحات الرياضية بالبلدين، وانتشرت الفكرة على نطاق واسع. كما أثارت أيضا انتباه وسائل الإعلام في المغرب والجزائر وكافة البلدان العربية. والحدود بين المغرب والجزائر مغلقة منذ 1994 وسط خلافات سياسية بين البلدين، أبرزها قضية الصحراء، الذي تتمسك الرباط بالسيادة عليها، بينما تدعم الجزائر “جبهة البوليساريو” المطالبة باستفتاء على الاستقلال.