تسرب مؤخراً على شبكة الإنترنت مقطع مصور لأحد السجون السعودية المزدحمة، الأمر الذي أثار استياء الناشطين الذين كانوا ولازالوا ينددون بالوضع المعيشي السيئ للسجناء. المقطع الذي ظهر مؤخراً تم تصويره في ممر في سجن "بريمان" وسط جدة. ويظهر مجموعة من الرجال يجلسون أو ينامون على مراتب رقيقة في كل بقعة من الممر تقريباً. وهذا الوضع ينطبق على كل مكان في السجن بحسب المصدر الذي زار هذه المنشأة. وأعلنت "الجمعية الوطنية" لحقوق الإنسان، وهي منظمة تقرها الحكومة، مراراً وتكراراً أن معظم السجون في البلاد مكتظة، ويرجع السبب إلى إيداع عدد كبير من السجناء الذين ينتظرون المحاكمة. في الوقت نفسه أشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى تقارير ظروف لا إنسانية في السجون السعودية، بما في ذلك قضية خمسة من الإثيوبيين المحتجزين الذين قضوا حتفهم اختناقاً في أغسطس الماضي نظراً للازدحام. "كنّا 23 شخصاً في زنزانة بحجم خمسة في ستة أمتار" حسين اليوسف هو أحد الناشطين السعوديين الذين قاموا بعدة رحلات إلى السجن نظير مشاركاته المتكررة في الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وكان آخر اعتقال له في "سجن الخبر"، في الجزء الشرقي من المملكة، حيث أمضى الأشهر الثلاثة والنصف من الربيع الماضي. "مؤخرا - والحديث لليوسف -، السجون في السعودية أضحت أكثر وأكثر ازدحاما، والظروف تزداد صعوبة أكثر فأكثر. وآخر سجن ذهبت إليه كان الأسوأ حتى الآن، تماما مثل السجن الذي تسرب منه المقطع في جدة إن لم يكن أسوأ من ذلك. كنّا 23 شخصاً في زنزانة بحجم خمسة في ستة أمتار. كان علينا أن نتناوب للنوم - وتحتم على البعض أن ينام في دورات المياه. وقد يكون الجو بارداً جداً في الليل، ولكن لم يكن لدينا ما يكفي من البطانيات