ارتبط اليسار تاريخيا بمفاهيم الصراع الطبقي والمادية التاريخية باعتباره تعبيرا سياسيا عن مصالح الطبقات الكادحة وأساسا الطبقة العاملة، لكن تطور علاقات الإنتاج والتحول النوعي في قوى الإنتاج ومفهوم السلعة الذي أخذ صيغة المنفعة بعد أن تحولت الرأسمالية من رأسمالية صناعية إلى رأسمالية مالية تعتمد على المضاربة وإنتاج المنفعة وبلغة الاقتصاد السياسي العمل غير المادي، المهم هاد لكلام الكبير كايفرع الراس، اليسار لم يعد حبيس المصانع والمزارع اليسار أصبح "شيك" على الأقل في المغرب حيث اقتحم عوالم الموضة وصالونات التجميل الفاخرة بفضل الرفيقة نبيلة منيب الأمينة العامة الزوينة ديال الحزب الاشتراكي الموحد، التي أعطت صورة أكثر أناقة وجمالا لليسار وهي تبتسم مثل عارضات الأزياء العالميات على غلاف مجلة "إيلي"، ويبدو أن اليسار استطاع أخيرا أن يستوعب علم الجمال "الإيستيتيقا"، بعدما كنا نشاهد صور محمد الساسي وعبد الله الحريف وغيرهما من قيادات اليسار على صفحات الجرائد وأيديهم مرفوعة لأنهم غالبا كايكونو محيحين فاش كايتصورو، ومع حسناء السياسة أصبح اليسار الآن قادرا على توسيع قواعده واخترق حصنا حصينا من قلاع البورجوازية "المتعفنة" حيث دابا يلا دخلتي لشي صالون ديال التجميل فحي الرياض غادي تلقى مجلة "إيلي" مكتوبا على صفحتها الأولى " اليسار هو الأمل" إلى جاني مجلة سيدتي وزهرة الخليج جنبا إلى جنب مع صور هيفاء وهبي ونانسي عجرم، وعلاش لا، ياك الجمهور عاوز كده على حد تعبير المصريين، فالهدف في النهاية هو وصول رسالة اليسار إلى أوسع فئات الشعب فالتعبير السياسي للطبقة العاملة يعبر برنامجيا عن مصالح الفئات المستغلة، وزايدون نغيرو الصورة النمطية التي ارتبطت بمناضلي اليسار المغوبشين ويتبدل شعار "الله يبليك بحب الشعب حتى تلبس الدربالة" بشعار "الله يبليك بحب الزين حتى تدخل الصالونات صالونات التجميل مايدخلها من والا". شخصيا أنا معجب بهذا التحول التاريخي الذي يعيشه اليسار المغربي فلأول مرة نرى حزبا وازنا ينتخب امرأة لقيادة الحزب ضدا على الثقافة الذكورية والأبوية السياسية التي تطبع الممارسة السياسية بالمغرب، وماشي أي امرأة الزين والتجريدة ومناضلة وكاتخرج عينيها في خصومها السياسيين بكل جرأة وقوة، وهذا مانحتاجه بالضبط في هذا المجتمع الغارق في التقليد والمحافظة والمرأة كاندافعو عليها فقاعات الندوات والمحاضرات والتلفزيون، ومع الدورة كايبدا التلواط، وحتى لا يتهمني البعض بالميوعة والعدمية أنا معجب جدا بالمناضلة نبيلة منيب وبالتجربة للي دشنها الحزب الاشتراكي الموحد فالوقت للي بنكيران يتحدث عن المناصفة وحماية حقوق المرأة وهو داير مرة وحدا فحكومة اللحايا والشركاء ديالهم فلوزيعة الحكومية وحتى مللي تصورو مع الملك بقينا نقلبو على الوزيرة فين هي.