قال محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، أنه لن يطالب بإقالة غريتس، إلا بعد إجراء دراسة للوقوف عند أسباب الإقصاء، وتحميل كل طرف مسؤوليته عن هذا الإخفاق، كما أنه رفض المطالبة بالكشف عن راتب غيريتس، مضيفا الوزير، أنه لا يمكن محاسبة المسؤولين عن النكبة الكروية المغربية، واعدا الأوساط الرياضية المغربية، بفتح أوراش رياضية حقيقية، للدخول إلى الاحترافية والعالمية وفق منظور صحيح. وأشار الوزير إن سيناريو مباراة الغابون، وإقصاء المنتخب الوطني المغربي من الدور الأول، شكل مفاجأة كبيرة لم يكن يتوقعها، الشيء الذي اتضح معه أن المنتخب الوطني ما زال في طور التكوين، وينتظره عمل قاعدي، للنهوض بالكرة المغربية.وتطرق أوزين، إلى مدى نجاعة المدرب إريك غريتس، التي دارت حولها العديد من التساؤلات والشكوك في المرحلة الراهنة، مضيفا أن المرحلة المقبلة، تتطلب تضافر الجهود، والوقوف عند مكامن الخلل، لتفادي الكبوات في التظاهرات الرياضية المقبلة. أولا، كيف تلقيت إقصاء المنتخب الوطني، وهل توقعتم سيناريو المباراة؟ هو مفاجأة من العيار الثقيل، لم أكن أتوقعها، خاصة أننا عللنا الخسارة الأولى، بالضغط وقلتا إن اللاعبين، خاضوا مباراة ديربي مغاربي، أمام المنتخب التونسي، لكن بعد الهزيمة أمام الغابون والإقصاء، تبين أن كرة القدم، ليست فقط مهارات فردية، بل هي إحساس ولعب من القلب، وهذا ما قام به اللاعبون الغابونيون. أما بالنسبة للمنتخب المغربي، فاتضح أنه مازال في مرحلة التكوين، وينتظرنا عمل قاعدي، ضمن استراتيجية موسعة، سيكون الغرض منها النهوض بالرياضة والرياضيين المغاربة، وذلك عبر دراسات معمقة ومضبوطة، وليس عن طريق حرق الأشواط. بعد الصدمة التي تلقيناها من المنتخب المغربي، والتي أيقظتنا من وهم التتويج بالكأس الإفريقية، في نظرك ماذا ينقص الكرة الوطنية؟ قبل الخوض في نقائص الكرة المغربية، يجب الوقوف عند مكامن الخلل واستخلاص الدروس، من خلال تقييم الحصيلة، بمنظور قاعدي استراتيجي، وهذا إن شاء الله، سيكون ورش الوزارة في المرحلة الراهنة، حين ذلك يمكن الحديث، عن نقائص الكرة المغربية، مع استحضار اللحظات العصيبة التي نمر منها الآن، لكي يتم تفاديها في المستقبل. تأكدنا من أن الراتب الشهري لمدرب المنتخب الوطني، يستخلص من مداخيل الجامعة، عن طريق الإشهارات والمحتضنين، وأنه يتقاضى الآن راتبا، أقل بكثير من الذي كان يتقاضاه بالسعودية اللحظات العصيبة التي نمر منها الآن، لاشك أن للبلجيكي إريك غريتس نصيب منها، هل اختياره من طرف الجامعة، كان قرار صائبا؟ أنا أقول بأن الجامعة، أدرى باختياراتها، وذلك حسب المعايير التي تعتمدها، ولا يمكن أن ننكر أن غريتس مدرب كبير، غير أن الظروف التي نمر منها الآن، تفتح المجال لمجموعة من الأسئلة، والاستفسارات عن مدى نجاعة هذا المدرب، ليتم تفادي الأخطاء العديدة التي وقعت، خاصة أننا أمام مجموعة من التظاهرات المقبلة، كأس إفريقيا للشباب، والألعاب الأولمبية، وكأس العالم، والتي لا تقبل مثل هذه الكبوات، التي يجب تفاديها في المراحل المقبلة، لذا يجب استخلاص العبر، والدخول في مرحلة البناء والتشييد. نجاعة المدرب هي موضع شك، ومع ذلك يأخذ راتبا جد مرتفع، هل اطلعتم بصفتكم الوزير الوصي، على الراتب الشهري لغريتس؟ ما يمكن التصريح به، أننا تأكدنا من أن الراتب الشهري لمدرب المنتخب الوطني، يستخلص من مداخيل الجامعة، عن طريق الإشهارات والمحتضنين، وأنه يتقاضى الآن راتبا، أقل بكثير من الذي كان يتقاضاه بالسعودية، إضافة إلى أن عدم الإفصاح عن راتبه، ليس قرارنا أو قرار الجامعة، بل هو بند في اتفاق يربطنا مع غريتس، بإطلاع من الفيفا، وهو عدم الإفصاح عن راتبه، إلا بأخذ موافقته، وإلا سنتعرض لعقوبات من الفيفا، بإقصائنا من تظاهرات رياضية تشرف عليها، وهذا هو السبب الحقيقي، وراء عدم الإفصاح عن راتب المدرب إريك غريتس. عدم الإفصاح عن راتبه، ليس قرارنا أو قرار الجامعة، بل هو بند في اتفاق يربطنا مع غريتس، بإطلاع من الفيفا، وهو عدم الإفصاح عن راتبه، إلا بأخذ موافقته، وإلا سنتعرض لعقوبات من الفيفا ألا ترى، أن غريتس هو الآخر التزم بأمور لم يوف بها، فقد ردد كثيرا أنه جاء للمغرب من أجل الفوز بكأس إفريقيا، والتأهل إلى كأس العالم، فهل باع الوهم للجامعة وللشعب المغربي؟ لا يمكن القول إن ما ردده غريتس هو وهم، بقدر ما يمكن القول، إن كرة القدم، تتحمل الخطأ كما تتحمل الصواب، إضافة إلا أننا لم نكن في المستوى الذي طمحنا إليه، وأن الخروج من الدور الأول، لم يكن في نطاق حسابات الشعب المغربي، لذا المفاجأة كانت كبيرة وقاسية في نفس الوقت. على ذكر الحسابات، هل ستفتحون تحقيقا، لمعرفة حجم الأموال التي صرفت من أجل الخروج من الدور الأول؟ أظن بأن الجامعة، وفرت كل المتطلبات اللازمة، للمنتخب الوطني للذهاب بعيدا في هذه المنافسة القارية، لكن ما وقع هو سيناريو لم يكن في الحسبان، وبالتأكيد يجب الوقوف عنده، والتركيز على مكامن الخلل، من أجل إعادة الانطلاق بشكل سليم، ليس في كرة القدم فقط، بل في جميع الرياضات، وكما يقال "رب ضرة نافعة". أعيد وأكرر، هل ستفتحون تحقيقا للمحاسبة؟ صعب أنك تحاسب في تظاهرة من هذا الحجم، فالمسؤولية تتحملها العديد من الأطراف، كانت هناك مجموعة من الأخطاء، ولا أظن اللاعبين، رغبوا في الهزيمة، بل أرادوا إسعاد الشعب المغربي، وتحقيق نتائج إيجابية في كأس إفريقيا، ولكن "مكتاتبش الله" هل ستطالبون بإقالة إريك غريتس؟ في الوقت الراهن لا، فقبل اتخاذ آي قرار، سنقوم بدراسة للوقوف عند مكامن الخلل، بعد ذلك سنتخذ القرار المناسب، الذي يخدم مصلحة الكرة المغربية. بعد الإقصاء المذل بالغابون، الشارع الرياضي المغربي، لم يتوقف عن ترديد اسم المدرب الوطني بادو الزاكي، هل توافقهم هذا الاختيار؟ ما يمكنني قوله بهذا الخصوص، إنني بعد الإطلاع على مكامن الخلل، والخروج بحصيلة عامة عن الكرة الوطنية، سأعمل على أخذ القرار المناسب، والذي يصب في مصلحة المنتخب الوطني، من أجل مشاركة مشرفة في التظاهرات القادمة، وتفادي ما وقع في كأس إفريقيا دورة 2012. بماذا تعد الأوساط الرياضية المغربية؟ أعدها بناء على ما وقع، بفتح أوراش حقيقية، سوف تبنى على قاعدتي التشاور والتنسيق، وليس على حرق الأشواط، إضافة إلى صقل المواهب التي يتوفر عليها المغرب، وليس فقط اكتشاف المواهب الجديدة، لكي ندخل إلى الاحترافية والعالمية، من منظور صحيح. -- المصدر: موقع كوداس الرياضي