تفيد معطيات للمديرية الجهوية لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بجهة كلميم واد نون، أن هذه الجهة تتوفر على 48 ألف خلية نحل تنتج ما يناهز 330 طن من العسل سنويا. ووفق هذه المعطيات التي نشرتها “وكالة المغرب العربي للأنباء”، فإن أكثر من 116 تعاونية فلاحية ومجموعة ذات النفع الاقتصادي متخصصة في مجال تربية النحل وتسويق عسله تشتغل بجهة كلميم واد نون وتنتشر في الأقاليم الأربع للجهة (سيدي إفني ، كلميم، طانطان وأسا الزاك).
وينتظم مربو النحل بجهة كلميم واد نون في فيدرالية بيمهنية جهوية تضم جمعيات إقليمية ينخرط فيها المربون والتعاونيات أيضا، كما يشتغل مربو النحل في اطار مجموعات ذات النفع الاقتصادي. وفي هذا السياق يقول الحسن أوراغ مسير (تعاونية أيت باعمران لأبناء المقاومين وأعضاء حيش التحرير لتربية النحل بكلميم) كاتب عام الجمعية الإقليمية لمربي النحل بكلميم، في تصريح للوكالة إن التعاونيات التي تشتغل في هذا المجال بكلميم تبذل جهودا لتطوير إنتاجها “رغم التراجع الذي شهده الإنتاج هذه السنة بسبب نقص التساقطات المطرية”، الأمر الذي دفع بالمربين ، يضيف السيد أوراغ “الى نقل خلايا النحل الى مناطق أخرى خارج الجهة” . وأكد أن إنتاج التعاونية التي يسيرها يصل الى أكثر من طنين في السنة من عسل “النحلة الصفراء الصحراوية” المعروفة بجودة انتاجها، مبرزا أيضا أن هذه التعاونية نالت في فبراير الماضي، جائزة التميز كأفضل تعاونية لتربية النحل خاصة بأبناء أعضاء المقاومة وجيش التحرير، معتبرا أن هذا الاعتراف الوطني “حافز كبير لنا للمزيد من تطوير الإنتاج وتوسيع التسويق وطنيا”. وقال إن مشروعا لإحداث وحدة لتثمين وصناعة عسل النحل في جماعة لقصابي بإقليم كلميم، سينطلق قريبا، إذ من المنتظر أن تنخرط في هذه الوحدة أكثر من 26 تعاونية ومجموعة ذات نفع اقتصادي متخصصة في تربية النحل وإنتاج العسل، الأمر الذي من شأنه أن يدفع الى الإمام قطاع تربية النحل بالإقليم. وأكد أوراغ أن مقر هذه الوحدة “الأولى من نوعها بالإقليم” ،شيدت بفضل مساهمة شركاء منهم على الخصوص مخطط المغرب الأخضر. وفي سياق متصل ، قال الحسن الفاو ، وهو نحال بإقليم سيدي افني ومسير تعاونية، في تصريح للوكالة أن عمل التعاونيات المتخصصة في تربية النحل وإنتاج العسل، “تواجهه تحديات كبيرة”، موضحا أن الإنتاج والتسويق يستلزم التوفر على وسائل وتجهيزات حديثة واستيفاء شروط ومعايير الجودة المطلوبة للحصول على رخصة الإنتاج التي يقدمها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية لهذه التعاونيات، وتسمح لها بتسويق المنتوج محليا ووطنيا والمشاركة في مختلف المعارض الفلاحية ذات الصلة بهذا القطاع . وبفضل هذه الرخصة، يقول ، تمكنت تعاونيته من المشاركة في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس هذه السنة (2019) ،وتمثيل جهة كلميم واد نون بهذه التظاهرة الكبيرة، مشيرا الى هذه التعاونية تنتج حوالي 3 طن سنويا من العسل،رغم تكاليف الإنتاج المتزايدة، داعيا الى إيلاء مزيد من الاهتمام وتقديم الدعم للتعاونيات لتقدم منتوجا يستوفي شروط الجودة المحلية والوطنية والدولية لتلبية الطلب المتزايد على استهلاك عسل النحل بجهة كلميم واد نون، لا سيما في بعض المناسبات كشهر رمضان الأبرك. وفي هذا الصدد تقول المديرة الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية للجهات الجنوبية الثلاث، صفية التوزاني، أن “الرخصة الصحية هي وثيقة ضرورية تسلمها مصالح المكتب للتعاونيات الفلاحية التي تشتغل في الانتاج بما فيها تعاونيات تربية النحل التي توفرت فيها المعايير والشروط المطوبة”. وأضافت في تصريح مماثل للوكالة أن التعاونيات الراغبة في الحصول على الرخصة،تقدم طلبا ويقوم فريق من المكتب بمعاينة محل الإنتاج الخاص بالتعاونية المعنية والوقوف عن كثب على مختلف مراحل الإنتاج، وبعدها يتم القرار بمنح الرخصة من عدمها “. وسجلت المسؤولة الجهوية أنه يمكن سحب هذه الرخصة الصحية في حالة أخل المنتجون بالمعايير المطلوبة بعد زيارات منتظمة للتتبع.