تدفق مئات الآلاف من المتظاهرين الجزائريين على الساحات والشوارع للجمعة العاشرة تواليا لتجديد مطلبهم برحيل رموز نظام عبد العزيز بوتفليقة مع رفع شعارات جديدة بمحاسبة رموز الفساد السياسي والمالي ودعم القضاء. وفور الفراغ من الصلاة تجدد مشهد الجمعات التسعة السابقة بالجزائر بتوافد حشود غفيرة من المتظاهرين على شوارع العاصمة ومدن أخرى رافعين شعارات تطالب بالرحيل الجماعي لرموز بوتفليقة ومحاسبتهم.
وظهرت لأول مرة شعارات رفعها متظاهرون تطالب بالقبض على السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الجزائري السابق باعتباره “رئيس العصابة” التي ترفض حسبهم مغادرة الحكم. وفي الجزائر العاصمة، شرع متظاهرون في التجمع باكرا بساحة البريد المركزي، قبل أن تلحق بهم حشود ضخمة عقب الانتهاء من صلاة الجمعة، وسط إجراءات أمنية مشددة على مداخل المدينة وشوارعها وساحاتها. وهتف المحتجون مطولا بمحاسبة رؤوس الفساد في عهد الرئيس المستقيل بوتفليقة، ودعوا العدالة لاستكمال تحقيقاتها بكل استقلالية لكشف كافة ملفات الفساد. كما هتفت أولى جموع المتظاهرين ب”الجيش والشعب خاوة خاوة” بمعنى إخوة. ولوحظ انتشار مكثف لقوات الشرطة في عدة ساحات وشوارع بالعاصمة الجزائرية، على غرار ساحة البريد المركزي وشارع محمد الخامس والنفق الجامعي وساحة أول ماي وشارع زيغود يوسف. وللجمعة العاشرة على التوالي، عمدت سلطات مدينة الجزائر إلى وقف حركة مترو الأنفاق وقطارات الضواحي، وخدمة ترام العاصمة. وتأتي الجمعة العاشرة في ظل حملة توقيفات غير مسبوقة طالت رجال أعمال ومقربين من بوتفليقة وشقيقه السعيد على خلفية تهم “فساد”. وتم حبس عدة رجال أعمال معروفين بينهم يسعد ربراب أغنى رجل في الجزائر كما تم استدعاء رئيس الوزراء السابق أحمد أويحي ووزير المالية الحالي محمد لوكال للتحقيق في شبهات فساد وسط معلومات عن منع عشرات الشخصيات من السفر.