يعد حزب العدالة والتنمية -الرابح الأكبر في الانتخابات البرلمانية ل 25 نونبر 2011 ب107 مقعد- و في نفس الوقت الخاسر الأكبر اثر الاعلان عن التشكيلة الحكومية حيث عاد بخفي حنين ظهر اليوم من قصر الرباط بعد تعيين الحكومة الثلاثين للمملكة المغربية من طرف الملك. فبعد أن فقد الحزب رئاسة المؤسسة التشريعية لصالح حزب الميزان سيقود البيجيدي حكومة بستة وزراء عينوا من طرف الملك: الدفاع, الأمانة العامة للحكومة, الأوقاف والشؤون الاسلامية, الفلاحة والصيد البحري علاوة على وزيرين منتدبين في الداخلية والخارجية. علما أن رئيس الحكومة صرح أكثر من مرة أن عهد وزارات السيادة انتهى فإذا بهم يطوقونه! كما ضاعت من الحزب حقائب وزارية حيوية مثل الاقتصاد والمالية, التربية الوطنية -التعليم-, الداخلية ثم الصحة. في الوقت الذي سيتقلد فيه مصطفى الرميد منصب وزير العدل الذي شهد تقليصا في سلطاته لحساب المجلس الأعلى للسلطة القضائية الذي يرأسه الملك ويعين خمسة من أعضائه حسب الفصل 115 من دستور فاتح يوليوز2011. فكيف سيقوم الحزب الذي وعد بتحسين ظروف عيش المغاربة إن لم تكن له الكلمة في الصحة والتعليم وكيف يحارب الفساد و هو لا يتحكم في وزارة الفساد؟ أي الداخلية ؟ بالموازاة مع ذلك تم رفع عدد مستشاري الملك إلى 11 مستشارا بالتمام والكمال, مما أصبح يعرف بحكومة ظل متعددة الاختصاصات حيث استغرب الجميع تعيين فؤاد عالي الهمة – صاحب مشروع الحزب الوحيد- كمستشار ملكي وهو الرجل الذي طالبت المسيرات الشعبية في أكثر من مدينة بإبعاده من الحقل السياسي ووصفه السيد بنكيران نفسه بأنه من المفسدين الاستعماريين الذين يرفضهم المغاربة ؟ مفاجأة استحقاقات 25 نونبر كانت هي حزب الاستقلال -الحليف الاستراتيجي للمخزن لعقود طويلة- الذي قاد أسوأ حكومة في تاريخ المغرب برئاسة عباس الفاسي حيث تورط عدد من وزرائه –بما فيهم الأمين العام للحزب- في قضايا متعلقة بالفساد ناهيك عن المحسوبية والزبونية التي طالت مجموعة من الصفقات الكبرى والتعيينات في مناصب حساسة في البلاد مما خلف سخطا شعبيا كبيرا في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية حتى أصبح أل الفاسي الفهري حديثا على كل الألسن. حزب الاستقلال ورغم كل ذلك حصل على الرتبة الثانية في الانتخابات مما خول له التواجد مرة أخرى وبقوة ضمن التشكيلة الحكومية الجديدة مؤكدا بذلك انه الحزب التاريخي الضامن للتوازنات السياسية وتوافقات المصالح بين لوبيات الاقتصاد. سئل يوما القيصر فرانز بيكنباورعن حظوظ المنتخب الألماني –المانشافت- في كأس العالم لكرة القدم فأجاب : حينما نلعب جيدا فاننا نفوز بالكأس أما حينما نلعب بشكل رديء وسيء فإننا نكتفي بالمباراة النهاية، وهذا ينطبق على حزب الاستقلال