أنهى الوزير خالد الناصري، وزير الاتصال والناطق الرسمي بإسم الحكومة المنتهية ولايتها، عهده بمنع صحيفتين فرنسيتين من التوزيع بالأسواق المغربية هما "الاكسبريس"، التي منع عدد أسبوعها السابق من الدخول إلى المغرب، ومجلة "لونوفيل أوبسرفاتور"، التي منع عدد أسبوعها الحالي من التوزيع في الأسواق المغربية. وكانت المجلتان قد نشرتا ملفات تضمنت صورا تجسد الرسول محمد (ص) وصحابته، وهو ما تحرمه بعض المدارس الإسلامية بما فيها المذهب المالكي المطبق في المغرب. وبذلك ينهي الوزير، الذي يعتبر في المغرب من بين أسوء الوزراء الذين تعاقبوا على هذه الوزارة، عهده بالمنع، وهو الذي شهد الكثير من قرارات المنع والمحاكمات للصحف والسجن للصحفيين، والطرد لآخرين خارج المغرب. ففي عهد الناصري تعرض الكثير من الصحفيين للمحاكمات، انتهت محاكمتين منهما باعتقال صحفيين هما إدريس شحتان، ورشيد نيني الذي مازال يقبع داخل السجن. كما تم إغلاق يومية "أخبار اليوم" وسحب أعدادها من السوق، بسبب نشر رسم كاريكاتوري. واقتيدت ثلاث صحف يومية للمحاكمة مجاملة لدكتاتور ليبيا المغتال معمر القذافي وصدرت في حقها غرامات مالية ثقيلة. وفي نفس عهد الناصري، تم إغلاق مكتب قناة "الجزيرة" القطرية، ومنع صحافيوها ومراسلوها من الحصول على بطاقتهم المهنية مما اضطر القناة إلى نقلهم إلى خارج المغرب بما فيهم صحافيون مغاربة. وفرض على المراسلين الأجانب، وخاصة ممثلو القنوات الأجنبية عدم التحرك خارج الرباط لتصوير تقاريرهم بدون إذن مكتوب مسبق من الوزارة. كما شهد عهد الناصري إغلاق صحيفة "الجريدة الأولى"، ومجلة "لوجورنال"، و"نفي" صحافيين هما أبوبكر الجامعي وأحمد رضى بنشمسي. كما استمر العمل بتطبيق الحكم بالمنع من الكتابة داخل المغرب مطبقا على الصحفي علي المرابط. كما عانى الكثير من المراسلين الأجانب من تصرفات وزارة الناصري، واستهدفت مضايقات وزارته مراسلي وسائل الإعلام الاسبانية ومراسل جريدة "القدس العربي" على الخصوص، وتحولت مديرية الاتصال داخل الوزارة إلى "محكمة تفتيش" تحاسب الصحفيين على النقط والفواصل في مقالاتهم. وفي نفس عهد الناصري تراجع ترتيب المغرب على مستوى الدول التي تحترم فيها حرية الصحافة. فقد صنفت منظمة "فريدوم هاوس"، في تقريرها الصادر عام 2011، ترتيب المغرب من حيث احترام حرية الصحافة في العالم في الرتبة 150، إلى جانب ساحل العاج، وذلك من بين 196 دولة. وسجل المغرب، الذي صنفته المنظمة ضمن "الدول غير الحرة" تراجع مؤشره إلى الدرجة 68 عام 2011، وهي أسوء درجة ينزل إليها هذا المؤشر منذ 18 سنة ! وعلى مستوى تصريحاته عرف الناصري بكونه يشبه إلى حد كبير "محمد الصحاف" وزير الإعلام في عهد دكتاتور العراق السابق، صدام حسين. حيث يشترك الرجلان في طريقة أدائهما المتشنجة، والتي غالبا ما تكون ذات أثار سلبية على ما يعتقدان أنهما يدافعان عنه بانفعال كبير يصرف ذهن المتتبع إلى حركاتهما أكثر مما يعمل العقل في مضمون ما ينطقان به. --- تعليق الصورة: خالد الناصري