يستقبل الملك محمد السادس يوم الثلاثاء 29 نوفمبر، عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية"، الفائز في الانتخابات الأخيرة. وينص الدستور المغربي على أن يعين الملك رئيس الحكومة من الحزب الذي يتصدر نتائج الانتخابات. ولايعرف ما إذا كان الملك سيعين بنكيران أو سيكتفي فقط بتهنئته بفوز حزبه واختيار شخصية أخرى من داخل نفس الحزب لمنصب رآسة الحكومة. ويشكل استقبال بنكيران من قبل الملك، وهو الأول من نوعه لبنكيران، إذ لم يسبق لملك أن استقبله بصفته أمينا عاما للحزب وبشكل انفرادي، في مدينة ميدلت مفارقة كبيرة بالنسبة للمتتبعين للشأن السياسي المغربي، ففي هذه المدينة اعتقل قبل سنة رئيس بلديتها الذي كان ينتمي إلى حزب بنكيران، وفي نفس الوقت كان يشغل مسؤولية الكاتب الإقليمي للحزب، وحكم عليه بالسجن النافذ لمدة 8 أشهر، وذلك بتهمتي الإرتشاء واستغلال النفوذ بعدما ظهر في شريط فيديو بث على موقع "يوتوب" وهو يتفاوض مع صاحب شركة للألعاب، قبل أن يظهر وهو يتسلم جزءا مبلغا ماليا على شكل رشوى. وقد بادر الحزب في إبانه إلى إصدار قرارا بتعليق المهام الحزبية للمتهم بعدما تأكد له أنه "أخل بمبادئ النزاهة". وظهر بمظهر "من شأنه المساس أو الإخلال بمصداقية الحزب " وهي قاعدة أساسية في ميثاق النزاهة والشفافية المعتمد من طرف حزب رفاق بنكيران. ويعطي المراقبون في تصادف استقبال بنكيران من قبل الملك بمدينة ميدلت التي يتواجد بها بناء على برنامج مسطر من قبل لإعطاء الانطلاقة لحملة التضامن، أكثر من قراءة لما قد تحمله هذه الصدفة من إشارات قد تفسر بأنها إعادة اعتبار لصورة الحزب التي أساء لها أحد أعضائه، أو تنبيه للمسؤولين المقبلين على تدبير الشأن العام إلى من محاذير ومخاطر هذا التدبير. --- تعليق الصورة: صورة قديمة لعبد الإله بنكيران وهو يحمل طفله