أثار استقرار مجموعة من الطلبة الإسبان بقصر تزكاغين ب”تنجداد « إقليم الرشيدية منذ أكثر من سنة، نقاشا حادا بين الأوساط المحلية، إذ تباينت المواقف حولهم بين مؤيد يرى أن مبرر استقرارهم وهو طلب العلم في مدرسة الإمام نافع للتعليم العتيق الموجودة بالقصر، ومعارض يدعو إلى ترحيلهم بدون أخذ أو رد، ومشكك في نيتهم متهما إياهم بالتخطيط غير المعلن عنه لإقامة مشاريع سياحية بالقصر، خاصة بعد شرائهم بعض المنازل والأراضي الفلاحية في سابقة من نوعها بقصر بتزكاغين. وهو ما قوى شوكة المعارضة، معتبرة ذلك خطأ فادحا وجب على باعة ممتلكاتهم استدراكه بالتراجع عن البيع بأي وجه كان لسد الباب في وجه هؤلاء الأجانب ومضايقتهم بجميع الوسائل الممكنة إلى أن يعلنوا «استسلامهم» المتمثل في مغادرة القصر بصفة نهائية.ويعتبر الطالب الإسباني المسمى “مالك” أول من قدم إلى تزكاغين ليلتحق به بعد عيد فطر السنة الماضية، مجموعة من الطلبة الأجانب متزوجون وعزاب يبذلون قصارى جهودهم من أجل تعلم العربية والتكيف مع المجتمع التزكاغتي من خلال نسج علاقات صداقة مع السكان وحضور المناسبات الاجتماعية والالتزام بالأعراف والعادات والتقاليد والمحافظة على الشعائر الصوفية الموروثة أبا عن جد والمشاركة في الأنشطة الفلاحية…ومن الأجانب أيضا الذين اختاروا تزكاغين مستقرا لهم أمريكي تزوج بإحدى بنات القصر استطاع التكيف مع محيطه خلال الأشهر الأولى من إقامته، لكن سرعان ما اختفى عن الأنظار تاركا وراءه زوجته التزكاغتية وطفلة قيل إنها ابنته من زوجة ثانية، ومخلفا مجموعة من التكهنات التي تصب كلها في هروب الرجل الذي وعد زوجته بالعودة في شتنبر الماضي، لكن يبقى الانتظار المصحوب بالعديد من الاحتمالات هو سيد الموقف.وينضاف إلى قائمة الأجانب الملتحقين بتزكاغين شابة إسبانية يروج أنها طبيبة لم يسمح لها حال مستوصف تزكاغين الذي يفتقد للتجهيزات الضرورية بممارسة مهامها، مما جعلها تفكر في مشاريع نسوية تتضارب المواقف حول أهدافها الحقيقية أيضا. تجدر الإشارة إلى أن موقف سكان تزكاغين خاصة الشيوخ من الأجانب ثابت لا يتحرك منذ فترة الاستعمار إلى يومنا هذا، فما أن تطأ قدم أجنبي أرضهم حتى يعتبروه مستعمرا بدون زيادة أو نقصان، حتى ولو تعلق الأمر بمنظمات وجمعيات تنموية هدفها المساهمة في العملية التنموية للقصر. فجر مبارك (الرشيدية) جريدة الصباح