يخوض 16 شاباً وفتاة من 11 دولة عربية سباقاً في برنامج من نوع جديد من برامج تلفزيون الواقع، يتنافسون من خلاله في مجال الابتكارات والاختراعات. البرنامج الذي ترعاه مؤسسة «قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع»، ينطلق على 17 قناة فضائية ابتداء من 29 أيار (مايو) المقبل بعنوان «نجوم العلوم»، ويتكون من خمس حلقات رئيسة، مدة الواحدة منها 90 دقيقة، تعرض الجمعة من كل أسبوع، إضافة إلى 20 حلقة يومية مدة كل واحدة منها 45 دقيقة تعرض من الأحد وحتى الخميس. ويمتد العرض على مدى أربعة أسابيع، ويسجل في حلقاته الفرعية كواليس تطوير المشروع الخاص لكل مشارك ومشاركة، في ورشة عمل استحدثت خصيصاً للبرنامج. وصورت الحلقة الأولى الرئيسة (الافتتاح) في أربع مدن عربية، هي الدوحة، وتونس، والقاهرة، وبيروت. وتتضمن عملية اختيار المشاركين في المسابقة وتصفيتهم، فبعدما تقدم 5600 شاب وفتاة، تُراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة، اختار منظمو المسابقة 500 منهم في المرحلة الأولى، لتستقر المنافسة على 16 مشتركاً في المرحلة الثانية، بينهم فتاتان. وينتمي المشتركون الذين أكد رئيس مؤسسة قطر للشؤون التعليمية عبدالله آل ثاني، ان اختيارهم تم «وفق معايير صارمة»، إلى 11 دولة عربية، هي: الجزائر، البحرين، مصر، الأردن، السعودية، لبنان، المغرب، عمان، فلسطين، قطر، السودان، سورية وتونس. ويحمل بعض المشتركين جنسيات أجنبية، إلا أنهم من أصول عربية. وصوَّرت أربع سهرات من تقديم المذيع القطري خالد الجميلي، في استوديو خاص في الدوحة، تبلغ مساحته نحو 1500 متر مربع، في «واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا». وتقوم هذه الحلقات على تصفيات، ففي الثانية (تبث في 5 حزيران/ يونيو) سيكون التنافس في مجال «الهندسة». والثالثة في «التصميم»، والرابعة في «الأعمال». وتتمحور حول المواجهات الشخصية للمرشحين أمام لجنة التحكيم. فيما سيتاح للمشاهدين في الحلقة الخامسة والأخيرة التي ستبث على الهواء مباشرة في 26 من الشهر ذاته، التصويت عبر الرسائل النصية القصيرة (SMS) للمشروع الفائز. وقال آل ثاني ل «الحياة»: «على رغم وجود التصفيات، إلا أنه لن يُستبعد أصحاب المشاريع غير المتأهلة في كل مرحلة، ففي نهاية كل حلقة رئيسة يبقى نصف عدد المشاريع في إطار المنافسة، فيما ينضم الآخرون إلى أصحاب المشاريع المتأهلة ضمن فرق تعمل مدة المسابقة»، مضيفاً ان «من أصل 16 مشتركاً لكل واحد منهم مشروعه، تنتهي المسابقة إلى فريقي عمل يتألف كل منهما من ثمانية مشتركين، ومن مشروعين يتنافسان في النهائيات». وتحمل المشاريع المتنافسة عناوين، مثل: مساعدة المستهلكين على معرفة ما إذا كان ما يستهلكونه يلائم حاجاتهم الغذائية، والتأكد من ان التلوث لم يعد مشكلة، ومساعدة ذوي الحاجات الخاصة على الشفاء في شكل أسرع، وتمكينهم من التجول بحرية، ومنح المكفوفين فرصة قراءة الكتب الجديدة والقديمة، وتحويل الأيام الأكثر حرارة في السنة إلى الأكثر برودة، ومساعدة الموسيقيين على ضبط آلاتهم في شكل آلي، ومنع الجدل حول الريموت كونترول، وتمكين الناس من الاستمرار في عملهم حتى عندما تحتاج المعدات التكنولوجية لإعادة الشحن، إدخال البيانات إلى الكومبيوتر بطريقة أسهل، توفير الطاقة للأجساد من خلال المشروبات، جعل رحلات التخييم مفيدة للبيئة، اختيار نوعية المواد التي يطبخ بها طعامنا، إنتاج الكهرباء من مواد متوافرة في الطبيعة، التأكد من نقل المصابين بسلامة إلى المستشفيات، وابتكار جيل جديد من الإطارات. وسينال صاحب المشروع الفائز جائزة مقدارها 300 ألف دولار، مئتا ألف منها للفائز، والبقية لتطوير المشروع. إضافة إلى 10 آلاف دولار لكل عضو من الفريق الرابح، و 50 ألف دولار كجائزة عينية للفريق الذي يصل إلى النهائيات. وقال آل ثاني: «لن يقتصر الأمر على الجوائز، إذ ستتاح للفائزين فرصة لتطوير مشاريعهم، إما عبر «واحة قطر»، واما من طريق دعم الموارد التقنية وخبراء ينتمون إلى أربع جامعات عالمية لها فروع في المدينة التعليمية في الدوحة. وعلى رغم ان طابع البرنامج علمي، إلا ان القائمين عليه يراهنون على قدرته على اجتذاب «شرائح واسعة من المشاهدين العرب، وبخاصة الشباب»، كما قال آل ثاني، ويضيف: «لمسنا خلال المراحل السابقة من العمل تفاعلاً واسعاً من الشباب، وقد فاق هذا التفاعل توقعاتنا». وتابع: «بحسب ما خططنا له فالبرنامج سيحوي فقرات ترفيهية مسلية، ستكون قادرة على ضمان الفاعلية». وتشارك في بث حلقات البرنامج إضافة إلى «قطر»، قنوات: الجزائر، البحرين، دبي، مصر، الأردن، السعودية، الكويت، «المستقبل»، «الجديد» (كلاهما من لبنان)، ليبيا، موريتانيا، المغرب، عمان، السودان، سورية، واليمن. وتوقع آل ثاني ان «يزداد عدد القنوات التي تبث البرنامج خلال الفترة المقبلة». وتتكون لجنة تحكيم المسابقة من ثلاثة خبراء متخصصين، هم الدكتور صادق فارس (ليبيا)، الذي تمكن من نيل 600 براءة اختراع، والمصمم ويليام صوايا (لبنان)، والدكتورة منى زكي (مصر)، وهي مستشارة تسويق.