كلما تقدمنا في العمر إلا ونزداد توازنا وتبصرا ونحلل ونناقش سبل الخلاص من اللاشئ من العدم , مع أننا نحاول أن نتهرب في بعض الأحيان عن تلك السبل المنطوية على الخلاص المؤقت. لكل شيء أوان مكتوب إننا نتقاسم كل شيء مع أي شيء, إلا أن نعمة العقل أثقلت ميزان البشر فكان الأولى أن يقدس وفق قانون سامي خلقه الله وجعله تبصرتا خاصة ببني الإنسان, قد ننسى تاريخا كاملا وننسى لحضات أضاءت المكان بفلسفة العقل وبمتمنيات كانت هي الأجمل في تلك المدن التي فاحت برائحة الانتظار. قد نفقد أشياء في دواليب حياتنا ونضحي بها في سبيل ماهو مقدس وشرعي . إن من يعرف أنه متمسك بمبدأ ما في أي مجال وكيفما كانت الظروف والأحوال فقد علم شيء كثيرا. عبد الصمد يعود من جديد ليحكي عن مكنوناته السرية والتي لم تكن متاحة لأي شخص لأن أقفال مقفلة لا يمكن فتحها إلا من طرف من يملك الجرأة وسلسلة الأرقام السرية لخزنة عبد الصمد . بعد ما انقطعت أخبار إكرام عنه دارت الأرض به ألاف المرات وكلما أحس أنها قريبة منه إلا وارتطم مع جدران إسمنتية متينة جدا يتوهم أشياء كثيرة, كان لها عفوية نابضة من لحضات حب حقيقي , جرى في وقت من أوقات السخرية من الوقائع المحيطة بهما . لم نقل مند بدايتنا قصة عبد الصمد وإكرام _عابر مغفل_أنه يعتذر دائما لإكرام عن ما خلف لها من حزن. إلا انه يعرف جيدا أن ما يحركه شيء أكبر من الماضي البسيط ليس ببساطة ما قال عنه الطاهر بن جلون في كتابه بل هي تلك الرمزية الكبيرة داخل أحداث لا يمكن نسيانها أو يقدرا على أن يخلفاها وراء ظهورهما , أزعجها بانتقاداته التي تصب في مصلحة علاقتهما الأبدية وترسيخ مبادئ جريئة ستعني الكثير بعد مرور الزمن . ليس الانتقاد اللادغ هو سبب الحزن أو الانزواء إلى ركن من المنزل وانتهى الأمر, لم يكن يعني هذا الكلام في شئ لإكرام لأنها لم تعرف أبدا كم أحبها عبد الصمد وسار ت حياته جزءا من كل تملكه هي . واقع جميل. التناقضات كثيرة كما يراها عبد الصمد إلا أنه يرى ثقب صغيرا جدا, يمكن أن يكونا نورا لمخرج حقيقي, وأمل سيحقق أحلاما لن تكون عابرة...... يتبع............................................