استدراج الضحايا عبر الشبكة العنكبوتية بعد إيهامهم بالرغبة في الاقتناء لم تعد سرقة السيارات تنحصر في المجالات التي كانت معروفة سابقا، بل تعدتها إلى السرقة بواسطة شبكة الأنترنيت، إذ أصبح اللصوص، ينهجون أسلوبا مغايرا، ضمانا لنجاح العمليات، فيستدرجون واضعي سيارات للبيع على الأنترنيت، قبل أن يضربوا معهم موعدا، وتتوزع الأدوار حينا بين العصابة متعددة الأفراد وفي أحيان أخرى يتم تنفيذ الجريمة بحيل ماكرة من قبل مجرم وحيد. كان 4 أفراد بعصابة تم تفكيكها أخيرا بالمحمدية، يربطون الاتصال بالأرقام الهاتفية المعروضة على شبكة الأنترنيت بجانب السيارات المراد بيعها، ويستعملون بطاقات هاتفية مقرصنة لكل عملية، يتخلصوا منها مباشرة بعد إتمامها. وتنطوي فصول العمليات التي ينفذها أفراد العصابة الأربعة، على حيل ماكرة، تبدأ بمهاتفة صاحب السيارة والاتفاق معه على ثمن الشراء، إذ يبدون سخاء، كما يعربون عن رغبتهم في إنجاز الصفقة في أسرع وقت ممكن نظرا لالتزاماتهم. وتنطلي الحيلة على عارض السيارة فيحدد معهم موعدا، غالبا ما يكون قرب منزله، ليتوزع الأربعة إلى فريقين، الأول، ويتكون من اثنين يتقمصان دور المشتري وميكانيكي رافقه لفحص حالة السيارة، ليبدأ التشاور قبل أن يطلبا القيام بجولة قصيرة للاطلاع على حالة المحرك، ويتكلف الشخص الذي يتقمص دور الميكانيكي بالقيادة ليجلس جنبه صاحب السيارة فيما «المشتري» يأخذ مكانه في المقعد الخلفي. وفي تلك الأثناء تكون سيارة أخرى تراقب العملية عن بعيد وعلى متنها عنصرا العصابة المتبقيين، اللذين يتعقبان السيارة المستهدفة بمجرد انطلاقها. وبمجرد مغادرة الحي الذي يقطنه الضحية، يشهر المشتري الجالس في المقعد الخلفي سكينا كبيرة الحجم يضعها على رقبة الضحية، فيما يتكلف زميله السائق برمي حفنة من مادة الإبزار على وجهه، ليضطر الضحية إلى الاستسلام فيتم سلبه كل ما بحوزته من مال وهاتف محمول وأوراق السيارة، قبل أن يرمى في الخلاء، وفي حالة المقاومة يتعرض للطعن والضرب. وكانت المحمدية، آخر مدينة ينفذ بها المتهمون عملية سرقة، ليقعوا في قبضة العدالة، إذ تم استدراج مهاجر يملك سيارة غير مجمركة، عبر رقم هاتفه المدون على موقع بالأنترنيت الذي وضعه بجانب سيارة من نوع (زيبرا إيكس فايف) عرضها للبيع. وتم تحديد موعد معه، قبل تعريضه للضرب وانتزاع سيارته منه. وأوقف أفراد العصابة بعد شكاية الأخير، واهتدت عناصر الشرطة القضائية التابعة لأمن المحمدية إلى أن أربعة جناة زاروا يوم سرقة السيارة الأخيرة بائع سيارات مستعملة أو متلاشية بسيدي عثمان، كما تم التوصل عبر مخبرين بهوية أحد الجناة ويتعلق الأمر بشخص مطرود من إسبانيا ويقطن في حي القدس بالبرنوصي. ونصب له كمين أوقف إثره، وأثناء عرضه على الضحية تبين أنه الشخص الذي انتحل دور الميكانيكي. وأفضى البحث مع المتهم إلى الاعتراف بشركائه، ويتعلق الأمر بابني عم، مطرودين أيضا من إسبانيا ويقطنان في الدروة، إضافة إلى رابع يقطن في دوار بيه بعمالة البرنوصي. واستكملت الأبحاث بالانتقال إلى خريبكة حيث تم اعتقال مقتني السيارات المسروقة وضبطت لديه سيارة فارهة. وتبين أن أفراد العصابة مطرودون من إسبانيا، ليتابعوا من قبل الوكيل العام لدى استئنافية البيضاء بتهم من بينها تكوين عصابة إجرامية والضرب والجرح الخطيران وسرقة السيارات. وليست هذه هي الطريقة الوحيدة التي تتم عبر الأنترنيت، بل هناك طريقة أخرى، تجلت فصولها بعد إيقاف مشتبه فيه من قبل الشرطة القضائية للحي الحسني، إذ يعمد إلى البحث في مواقع الأنترنيت الخاصة بعرض السيارات للبيع، ويختار منها الفارهة، قبل أن يدون رقم هاتف مالكها المعروض على الموقع نفسه، ليبدأ مخططه الماكر لاستدراج الضحية. إذ بعد أن يحدد معه موعدا مبديا له رغبة في الاقتناء، يأتي في الموعد نفسه أنيقا، ويدخل في حديث مع صاحب السيارة عن مزاياها، قبل أن ينتقلا إلى تجريب محركها والقيام بجولة، وفي نهاية الجولة يخبر المتهم صاحب السيارة أنه يشك في أن محركها يخرج الكثير من الدخان، فيطلب منه وضع منديل ورقي عند العادم في مؤخرة السيارة، فيما المتهم ينتقل إلى المقعد الامامي لتشغيل السيارة، وتنتهي التجربة بفراره تاركا مالك السيارة ممسكا بالمنديل الورقي.