التنسيق مع روسيا في احتمال تورط المافيا في التفجير توقف بعد ترجيح فرضية القاعدة يسعى محققو الدرك الملكي، من خلال عمليات بحث في عدد من المناطق بضواحي مراكش، إلى تحديد القاعدة الخلفية للتنظيم الذي يقف وراء تفجير «أركانة»، والمفترض أن فيه جرى إعداد العبوة الناسفة التي هزت ساحة جامع لفنا. وحسب المصدر نفسه، فإنه إلى حدود أمس (الاثنين) لم توجه تهمة تفجير مطعم «أركانة» إلى أي جهة أو أشخاص معينين، وأن الأبحاث متواصلة بتنسيق مع محققين من أجهزة الشرطة العلمية الفرنسية والإسبانية والبريطانية، وكذا مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، بحكم أن الجهة التي تقف وراء هذه العملية، يحتمل أنها تنظيم دولي. وتنسق المصالح الأمنية المركزية والخارجية في الأبحاث الجارية مع فرق البحث التابعة للدرك الملكي. في سياق متصل، أوقفت مصالح شرطة الحدود بمطار مراكش المنارة، أول أمس (الأحد)، بناء على الصورة التقريبية للمشتبه في تنفيذه عملية تفجير مطعم «أركانة» بساحة جامع لفنا، مغربيا من قلعة السراغنة، لتقارب ملامحه وأوصافه مع «الفوطو روبو» الذي أنجز لمنفذ التفجير الإرهابي. ووفق معلومات حصلت عليها «الصباح»، فإن بحثا فتح مع المشتبه فيه ويجري التحقق من هويته ومدى صلته بعملية التفجير، على اعتبار أن هناك تقاربا بين ملامحه وتلك التي حددت للمشتبه فيه. ورفضت مصادر أمنية تأكيد أو نفي أن الشخص الموقوف له ارتباط بعملية التفجير أو ساهم في التخطيط للحادث الإرهابي، موضحة أن إيقافه يدخل في إطار الأبحاث الجارية في الملف، دون ترجيح ما إذا كان فعلا الشخص المبحوث عنه. وتفيد معطيات أن المشتبه فيه كان سيغادر المغرب، واشتبه فيه أحد ضباط شرطة الحدود لتقارب ملامحه مع تلك المحددة في الصور التقريبية. وقبل إيقاف هذا الشخص، تحدثت مصادر عن تحديد هوية المشتبه في تنفيذه تفجير مطعم «أركانة»، وتسربت معلومات عن أنه كان من بين معتقلي «السلفية الجهادية» ويتحدر من طنجة، غير أن هذه المعطيات سرعان ما استبعدت من مسار البحث، بعد أن اتضح أن هذا «السلفي» لم يغادر طنجة منذ الإفراج عنه، وكان موضوعا تحت المراقبة من طرف الأجهزة الأمنية، وأن التقارب بين ملامحه وتلك المحددة في «الفوطو روبو» مجرد تشابه. وبين مسارات البحث التي اعتمدها المحققون قبل التراجع عنها، فرضية أن تكون العملية من تدبير مافيا دولية، على اعتبار أنه كان من بين المصابين في تفجير «أركانة» روسيان أحدهما ابن سياسي كبير في روسيا وهو كذلك رجل أعمال، ويحتمل أن له صراعات مع جهات يرجح أنها من المافيا كانت تتربص به وتريد تصفيته، وهذا الأمر استبعده مصدر أمني مسؤول، موضحا أن جميع الفرضيات تشير إلى تورط القاعدة في التفجير. ونقل الروسيان في اليوم الموالي للتفجير بواسطة طائرة خاصة في ملكية السياسي الروسي إلى موسكو لأجل تلقي العلاجات في إحدى المصحات هناك. وفتح تنسيق أمني روسي مغربي لكشف حقائق الحادث الإرهابي بمراكش، غير أنه سرعان ما توقف لاستبعاد فرضية وقوف مافيا دولية كان هدفها ابن السياسي الروسي. من ناحية أخرى، حصلت "الصباح" على صور ل "العبوة الناسفة" الوهمية التي هدد بتفجيرها ملثمان يوم الجمعة الماضي بمنطقة العطاوية التي تبعد بحوالي 73 كيلومترا عن مراكش. وتبين من خلال أبحاث الدرك الملكي أن "العبوة" مزيفة، وأنها صنعت بهذه الطريقة من أجل زرع الرعب بين سكان العطاوية، رغم أن طريقة صناعتها تشبه من حيث الشكل العبوات الناسفة الحقيقية، على اعتبار أنها تحتوي على دارة كهربائية وصاعق، غير أنها لم تكن تحتوي على مواد متفجرة وإنما كانت محشوة بأوراق جرائد. واستنفرت مصالح الدرك عناصرها مباشرة بعد إشعارها بالعثور على العبوة، وحين وصلت فرق مكافحة المتفجرات إلى موقع الحادث، اتخذت جميع الاحتياطيات، غير أنه بعد تفكيكها تبين أنها مزيفة. يشار إلى أن مصالح الدرك الملكي ما زالت تواصل البحث عن الملثمين اللذين يقفان وراء التهديد ب "العبوة الناسفة المزيفة"، وذلك بعد أن اتضح أن السيارة التي كانا على متنها مسروقة.