يواصل مئات المحتجين منذ الثامن من هذا الشهر ببلدة مرزوكة التي تبعد بحوالي 120 كلم عن مدينة الرشيدية,والتابعة إداريا لجماعة الطاوس اعتصامهم واحتجاجهم ضدا على ما أسموه شططا في استعمال السلطة واستغلال النفوذ,وتنديدا بما وصفوه بالظلم والقهر والتهميش,فعلى مدى أربعة أيام ردد هؤلاء المحتجون شعارات مطالبة برحيل قائد قيادة الطاوس وخليفته فورا,وأخرى منددة بالمحسوبية و الزبونية المستشرية في الجماعة,وخاصة في ما يتعلق بتفويت الأراضي والتلاعب والمتاجرة في رخص استغلال المعادن.
يذكر أن جماعة الطاوس هي أفقر جماعة في المغرب,رغم توفرها على إمكانيات اقتصادية هائلة,يأتي في مقدمتها النشاط السياحي الذي يعتبر النشاط الأول لأغلب سكان الجماعة,إذ تعتبر بلدة مرزوكة بمثابة القطب السياحي الأول بإقليم الرشيدية,حيث تحظى بشهرة عالمية, فضلا عن توفر المنطقة على مجموعة من المعادن المتنوعة التي يتجه أغلبها نحو التصدير,لكن المفارقة العجيبة أنه و بالرغم من هذه الإمكانيات الهامة إلا أن جماعة الطاوس وباقي المناطق التابعة لها مثل مرزوكة و حاسي لبيض تعاني من مشاكل و اختلالات عدة,يرجعها السكان إلى سوء التدبير,وإلى تعنت المسؤولين ورفضهم الإنصات لمطالبهم. إلى ذلك توصلنا بنسخة لمطالب المحتجين موقعة من طرف المستشارين الجماعيين لحسن أنعام,ولحسن بوجويجة,وأحدو محمد وهو رئيس جمعية منكوبي فيضانات 2006,ومصطفى الحياني ممثل المتضررين بحاسي لبيض,وقد جاء في هذه النسخة ما يلي: * الرحيل الفوري لقائدة قيادة الطاوس وخليفته ومحاسبتهما للأسباب التالية: - المتاجرة في أراضي الجموع. - الزبونية و المحسوبية في منح الشواهد الإدارية وخاصة المتعلقة بتفويت الأراضي الجماعية والتلاعب والمتاجرة في رخص المعادن. - التعامل بسياسة الكيل بمكيالين بين أفراد قبيلة أيت خباش. - استحواذ رئيس جماعة الطاوس وأتباعه على أراضي الجموع بحاسي لبيض وإقصاء عدد كبير من ذوي الحقوق. * إيجاد حل سريع ومعقول لمعضلة البناء. * الكشف عن مصير تجزئة مرزوكة الجديدة بعض مضي خمس سنوات على الفيضانات ووعود السلطات المحلية والإقليمية بإقامة هذه التجزئة لفائدة المنكوبين والمستفيدين من شواهد إدارية منذ 2003. * إعادة فتح القسمين الدراسيين الأول والثاني ابتدائي بالنسبة لمرزوكة الوسطى والقديمة. * إنشاء ثانوية إعدادية ببلدة مرزوكة. * ضرورة استفادة مرزوكة القديمة و تاقوجت الشرقية من توسيع شبكة الكهرباء. * تجهيز المستوصف القروي وإيفاد أطر طبية وشبه طبية ذات كفاءة عالية,ومعدات طبية متطورة تليق بساكنة مرزوكة,وتستجيب لحاجيات سياحها. * إصلاح الخطارات المتضررة من زحف الرمال و مياه الفيضانات. * عدم إقصاء ممثلي بعض سكان حاسي لبيض المتضررين من الاستفادة من أراضي الجموع,ومن الحضور في تشكيلة اللجنة السلالية. هذا وقد توعد المحتجون الذين فاق عددهم 300 محتج بين رجل وامرأة,بالدخول في خطوات تصعيدية إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم,حيث أعلنوا عن عزمهم القيام بمسيرة جماعية مشيا على الأقدام في اتجاه الجزائر,على شاكلة ما أقدمت عليه ساكنة بوعرفة في أحد الأعوام,وجدير بالإشارة هنا؛ إلى أن جماعة الطاوس تمتد على الحدود مع الجزائر و لا تفصلها عنها سوى كيلومترات,ما يعني أن القيام بهجرة مشيا على الأقدام أمر وارد جدا إذا لم تتدخل السلطات المعنية لوقف هذا النزيف وتلبية مطالب السكان,الذين أكدوا عزمهم الدخول في كل الأشكال التي يرونها مناسبة حتى تحقيق كافة مطالبهم,كما حملوا المسؤولين نتائج ما ستؤول إليه الأوضاع.