وكالة المغرب العربي عقدت كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي السيدة لطيفة العابدة، أمس الإثنين بدبي، جلسة مباحثات مع السيد حميد محمدالقطامي، وزير التربية والتعليم الإماراتي تناولت بالأساس السبل الكفيلة بتفعيل التعاون الثنائي في المجال التعليمي والتربوي. وأشاد الجانبان خلال هذا اللقاء بمتانة العلاقات الثنائية تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. واعتبر المسؤولان أن القطاع التعليمي يشكل لبنة أساسية لتطوير التعاون بين البلدين، وإرساء دعائم شراكة ثنائية تقوم على أساس استغلال المؤهلات والخبرات ذات الصلة وتثمين رؤى التطوير المشتركة قيد الإنجاز بهدف استشراف المستقبل وبلوغ التحديات التي تواجه تحديث القطاع على مستوى البلدين. واعتبرا أن إكراهات تطوير المنظومة التعليمية في كلا البلدين، تكاد تكون متشابهة، مما "يحتم تضافر الجهود والسير بخطى حثيثة من أجل تعزيز التعاون المشترك في هذا المجال حتى يرقى إلى مستوى تطلعات الشعبين الشقيقين". وفي هذا السياق، شدد المسؤولان، على أهمية تبادل الزيارات والخبرات للاطلاع على تجارب البلدين في مجال تطوير وتحديث مناهج التعليم والتكوين المستمر والوسائل التربوية وإعداد الكتب المدرسية وتعليم اللغات الحية. كما أكد الجانبان، على ضرورة تبادل المعلومات والخبرات في مجال التأهيل التربوي وفي استخدام الوسائل البيداغوجية الحديثة التي أثبتت نجاعتها في تطوير مدارك ومهارات التلقين والتوجيه المعرفي للمتمدرسين. وخلال هذا اللقاء، استعرضت السيدة العابدة الخطوط العريضة للإصلاحات التي انخرطت فيها المملكة، والتي تروم تأهيل القطاع التعليمي لجعله قاطرة للتنمية، عبر تأهيل المدرسة المغربية وترسيخ مفهوم الجودة وتدعيم البرامج التربوية التي تتوخى الرفع من قاعدة التمدرس. وأبرزت كاتبة الدولة المبادرات التي أطلقتها الوزارة في هذا الصدد، والرامية إلى تأهيل الوحدات المدرسية وتأمين الزمن المدرسي وإرساء الآليات الكفيلة بتعزيز اللامركزية واللاتمركز في تدبير الشأن التربوي والرفع من القدرات التدبيرية للأكاديميات الجهوية. وأشارت السيدة العابدة، إلى أن نظام الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين التي أرسته الوزارة منذ سنوات، يعد لبنة أساسية لترسيخ مفهوم الجهوية التعليمية وإضفاء مبدأ القرب في تنفيذ البرامج التنموية الهادفة. وأكدت أن إصلاح القطاع التعليمي في المغرب، بات يعرف حاليا "دينامية غير مسبوقة" تتمثل في تطوير جميع عناصر ومكونات البيئة التعليمية عبر تحديث المرافق والمباني المدرسية والمناهج الدراسية وأساليب التقييم والتقويم والتحصيل ووسائل التدريس والتحفيز الدراسي. من جهته، تطرق السيد القطامي، خلال هذا اللقاء، إلى الاستراتيجية (2010-2020) التي أطلقتها دولة الإمارات بهدف تطوير مناهج التعليم وتوفير بيئة ملائمة للتمدرس تساعد على تكوين جيل جديد من الأطر الشابة المواطنة. وذكر الوزير بأن الخطة التي تنهجها وزارته للارتقاء بالبيئة التعليمية في الدولة، تتوخى الوصول إلى نظام تعليمي ناجح يجمع الطلبة والمدارس وأولياء الأمور في منظومة متآلفة تحقق أعلى مستويات الأداء التربوي وتعمق في الوقت نفسه روح المسؤولية لدى جميع العاملين في قطاع التعليم العام. وكانت السيدة العابدة قد زارت في وقت سابق بمعية الوفد المرافق لها جامعة زايد بدبي، حيث اطلعت على مناهج التدريس وأهم الأسلاك والتخصصات المعتمدة وكذا مجالات البحث المعرفي والعلمي في هذه المؤسسة الجامعية. كما شاركت كاتبة الدولة، التي تزور الإمارات حاليا، أمس الأحد في حفل الافتتاح الرسمي للحرم الجامعي الجديد لجامعة باريس السوربون-أبوظبي بجزيرة الريم (ضاحية أبوظبي).