يعاني القطاع الصحي ببلدة كرامة و جماعة تولال المجاورة إقليم ميدلت خصاصا ملحوظا في الموارد البشرية من أطباء و ممرضين, وذالك بالمقارنة مع حجم المرضى الذين يترددون على المركزين الصحيين بكل من كرامة وتولال. ويعرف المركزان الصحيان توافد العديد من المرضى يوميا, خاصة يوم انعقاد السوق الأسبوعي حيث الأعداد تتزايد, يتوافدون من المناطق البعيدة عن المركز, خاصة منهم الرحل الذين يعتمدون على الرعي. وأمام غياب طبيب مقيم, والنقص الحاصل في الأدوية,يضطر هؤلاء إلى ارجاع المرضى دون الكشف عليهم, وهو ما يجعل سكان المنطقة الذين يتجاوز عددهم ثلاثين ألف نسمة,يحرمون من الاستفادة من الكشف والتطبيب , وهو ما جعل العديد منهم يعبرون عن احتجاجاتهم سرا و علانية تقول الفاعلة الجمعوية ف.ج. : "أغلب المرضى يعودون من حيث أتوا دون أن يروا الطبيب الغير موجود أصلا منذ أزيد من ثمانية أشهر, بعدما نجح في امتحان التخصص. وبعد عدة شكايات, تضيف الفاعلة الاجتماعية, حضر مندوب وزارة الصحة ووعد السكان بتعيين طبيب, وهو الشيء الذي ما زلنا ننتظره طوال هذه المدة. لايتعدى عدد الممرضين بالمركز الصحي كرامة عشرة أشخاص, وصفر أطباء لمنطقة تئن من وطأة الفقر والفاقة وتزيد ساكنتها عن 30 ألف نسمة, يعانون من قساوة البرد في فصل الشتاء لأنهم مازالوا يسكنون الكهوف والمغاوير, ما يعرضهم إلى الإصابة بعدة أمراض مرتبطة بقساوة المناخ والنقص في التغذية ومرض اللشمانيا. من جهة أخرى صرح للجريدة رئيس جمعية محلية فضل عدم ذكر اسمه بأن المركز الصحي يتوفر على أكثر من سيارة إسعاف مهداة من الوكالة اليابانية, ومن جهة مكناس تافلالت, كما حصل المركز على معدات وتجهيزات طبية خلال الزيارة الملكية الأخيرة للإقليم ميدلت, ولكن نطالب بتعيين طبيب وممرضين مختصين لتكتمل مهمة التطبيب بالبلدة, وبتوفير الأدوية وخاصة داء السكري لهذه الساكنة الفقيرة والمنكوبة أصلا جراء الفيضانات التي شهدتها المنطقة سنة 2008, والتي مازالت جراحها في صدور الأهالي. وبخصوص النساء الحوامل تقول ف.ج. فيتوجهن في غالب الأحيان إلى مستشفى الريش أو مستشفى م.اعلي الشريف بالرشيدية, مع ما يكلفهن ذالك من مشاق مادية و جسدية, وإلزامهن بتأدية واجب البنزين للتنقل إلى مراكز الولادة.