نظم الفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بالرشيدية ندوة سياسية وفكرية تناولت بالتحليل والنقاش العميق قضية إصلاح منظومة التربية والتكوين بالمغرب، أطرها كل من الرفيق مولاي علي الإدريسي عضو الديوان السياسي متناولا محور إصلاح منظومة التعليم من منظور حزب التقدم والاشتراكية، والرفيق جمال كريمي بنشقرون عضو اللجنة المركزية الكاتب الأول للفرع المحلي للحزب بالرشيدية متناولا محور إصلاح الجامعة المغربية، في ندوة محورية سياسية أطر لها بمدخل عام حول التوجه السياسي لحزب التقدم والاشتراكية في رؤيته للإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية الرفيق مصطفى عديشان عضو الديوان السياسي، وقدم أرضيتها الرفيق مولاي مصطفى بوزكروي عضو اللجنة المركزية والكاتب الاقليمي لفرع الحزب بالرشيدية، شملت دواعي التنظيم ومنطلقات النقاش العمومي حول إشكالية إصلاح منظومة التربية والتكوين طارحا عدة تساؤلات همت جوانب عديدة في موضوع الندوة، هاته الأخيرة التي عرفت مشاركة فعلية لفروع النقابات الأكثر تمثلية بالرشيدية من خلال مداخلات كل من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد الوطني للشغل، كما شهدت الندوة تسجيل حضور مهم لجمعية أصدقاء التلميذ القروي بالرشيدية، من خلال عرضها القيم حول تجاربها التنموية المبلورة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي سعت الجمعية من خلالها إلى إبراز دور المجتمع المدني في دعم الإصلاح الشمولي لقضايا التعليم والمساهمة في التنمية المحلية. وأمام حضور نوعي لممثلي الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني ومجموعة من المنتخبين، وعدد مهم من رجال التعليم شكلت مداخلة الرفيق مولاي علي الإدريسي منطلقا أساسيا للنقاش البناء حول أزمة التعليم بالمغرب ومدى نجاعة كل الإصلاحات التي لحقت النظام التعليمي مند أزيد من 50 سنة ،ما بعد استقلال المغرب إلى حدود اليوم والمغرب يسن برنامج استعجاليا يمتد من سنة 2009 إلى متم سنة 2012، وقبل ذلك كان المغرب قد أنتج ميثاقا وطنيا للتربية والتكوين. لقد استعرض الرفيق مراحل الإصلاح موضحا بعض مكامن الخلل محددا لمجموعة من الضوابط التي ارتبطت باليات تفعيل كل الإصلاحات التي مرت مركزا على مدى نجاعة ونجاح المخطط الاستعجالي ارتباطا بمقترحات حزب التقدم والاشتراكية، وتوجهاته كتنظيم سياسي ينظر للمسألة التعليمية المغربية بكل تعمق وإمعان مستحضرا أهمية العمل على تحقيق أجواء تنظيمية وقانونية لتعليم عمومي جيد أساسه التربية والتكوين الرصين. ومن جهته تناول الرفيق جمال كريمي بنشقرون قضية إصلاح الجامعة المغربية ونظام التعليم العالي، متحدثا عن المتغيرات القانونية والتنظيمية التي توالت على قطاع التربية والتعليم منذ ثمانييات القرن الماضي، مما خلف نوعا من البلبلة البيداغوجية بالجامعة المغربية على وجه الخصوص، وذلك خلافا لرؤية ممن تكونوا في إطار منظومة تربوية موحدة نهلت منها الكثير من أجيال ما بعد استقلال المغرب، وأشار إلى أن النتائج قد خلقت نقاشا خاصا و عموميا أدى إلى حقائق مثيرة للجدل بين عدد من الفرقاء، وهو جدل يطال مستوى الطلبة وجودة التكوين وآفاقه وعلاقته مع سوق العمل، مؤكدا على أن التكوين في التعليم العالي يشكل ممرا حاسما في تشكيل النخب وتحديد مصائر الأفراد والفئات الاجتماعية المختلفة. وخلاصة لمداخلته أكد الرفيق بنشقرون على انه لابد إذن من إصلاح يمس الشكل والجوهر ويمتد للتكوينات ويشمل الأطر البيداغوجية والإدارية بإرادة قوية تعيد للجامعة مكانتها وترفع من شان التعليم باعتباره عماد التنمية الشمولية، على اعتبار أن الجامعة المغربية في حاجة إلى هيكلة إدارية حقيقية تحدد المسؤوليات والاختصاصات وتبرز حدود الحقوق والواجبات، كما أنها في حاجة إلى دعم معنوي ومادي للأفكار الجادة الرامية إلى تطوير البحث العلمي و آلياته وفق تكوين جيد يلائم متطلبات سوق الشغل ويجعل الطالب المغربي أكثر قربا من محيطه السوسيو اقتصادي، وإلى تفعيل آليات جيدة للتكوين المستمر أكثر فاعلية للأطر الإدارية والبيداغوجية، ولما لا الاستئناس بأحسن وأفضل التجارب الدولية في هذا الإطار، مركزا أكثر على أن الجامعة المغربية في حاجة ماسة إلى ضرورة توزيع عادل ومعقلن للإمكانيات المادية، مع مراعاة ظرفية تواجد بعض المؤسسات الجامعية بالمناطق النائية والمهمشة، والتي تستوجب رعاية اكبر لتكون في مصاف مثيلاتها بالمغرب من جميع النواحي، و في حاجة ايضا لأن يصل إلى الجامعة تلاميذ تلقوا تكوينا جيدا في الأسلاك التعليمية السابقة، حتى يتم الارتقاء بالتكوين أكثر فأكثر، ويتم إنتاج طلبة ذووا تكوين جامعي عالي متميز وأصحاب شهادات غير فارغة المحتوى. وتعميقا للنقاش كانت مداخلات النقابات المهنية وتدخلات الحضور جد مميزة وهامة، تناولت التعليم كركيزة أساسية ومحورية في تقدم البلد من جميع النواحي، ومن تم استعراض المشاكل التعليمية وأزمة القطاع على مر الإصلاحات التي عرفها مند فجر الاستقلال، وقوفا عند ايجابيات وسلبيات كل من الميثاق الوطني للتربية والتكوين والمخطط الاستعجالي للنهوظ بنمظومة التربية والتكوين. ختاما قدم الرفيق مولاي مصطفى البوزكروي خلاصات الندوة منوها بكل المجهودات التي بدلت لانجاح ندوة نوعية من جميع المناحي، متطرقا لأهمية الدور الذي يجب أن تلعبه جمعيات المجتمع المدني كشريك أساسي في كل تنمية منشودة، و دور الفاعل السياسي والأحزاب السياسية كهيئات تأطيرية تشكل بتواجدها في موقع القرار أداة لتنفيذ توجهات المجتمع، ودورالنقابات كأجهزة ضاغطة في حماية الحقوق والمكتسبات، إذ أن مسلسل للإصلاح البناء والفعال لابد له من تكامل حقيقي لأدوار كل هؤلاء،