انتهت الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد في بلجيكا بانتصار تاريخي حققه الفلمنك المطالبون بالاستقلال، وهو ما شكل زلزالا سياسيا ضرب البلاد بأسرها وسيرغم الفرانكفونيين على القبول بمنح الناطقين بالهولندية مزيدا من الاستقلالية.
وقال زعيم حزب التحالف الفلمنكي الجديد بارت دي فيفر أمام حشد من أنصاره "فاز أنفيايه (حزب التحالف الفلمنكي الجديد) بالانتخابات، اليوم نقف أمامكم بحزب حصل على ما يقرب من 30% من الأصوات الفلمنكية". وبحسب نتائج رسمية شبه نهائية للانتخابات نشرت بعد فرز 96.5% من الأصوات، حصل حزب التحالف الفلمنكي الجديد على 29.1% من الأصوات في الفلاندر، المنطقة الناطقة بالهولندية في شمال البلاد. وتوقعت التقارير الإعلامية أن تعطي هذه النتيجة للحزب ما بين 28 و30 مقعدا من أصل 150 هي عدد مقاعد البرلمان البلجيكي, مما يجعله أكبر حزب في المملكة, وهي نتيجة غير مسبوقة على الإطلاق، إذ لم يسبق لحركة تطالب باستقلال الفلاندر أن فازت في انتخابات تشريعية فدرالية. وكانت أفضل نتيجة تحققت على مر الانتخابات في عام 1971 حين حصل حزب فولكسوني القومي على نحو 19% من الأصوات.
كونفدرالية ويدعو التحالف الفلمنكي الجديد إلى أن تتحول بلجيكا في بداية الأمر إلى دولة كونفدرالية تعهد فيها السلطات الأساسية للمناطق، وذلك لتمكين منطقة الفلاندر من الاعتماد كليا على نفسها قبل زوال بلجيكا الدولة. غير أنه لن يكون بمقدور أنفيايه أن يبدأ نقل السلطات إلى المناطق في الوقت الحالي في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 10.6 ملايين نسمة والذي يأوي مقري الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وأكد دي فيفر أن استقلال الفلاندر ليس مطلبا ملحا للحزب، حتى وإن لم يستبعد إمكان زوال البلاد عن الخريطة وقيام دويلات مناطقية على أنقاضها، وما يعنيه ذلك من شطبها من خارطة الاتحاد الأوروبي. وإذا ما ضمت إلى الأصوات التي جمعها هذا الحزب تلك التي حصدها حزب اليمين المتطرف فلامس بيلانغ (7.12%) والحزب الشعبوي لائحة دي ديكر (7.3%)، وهي جميعها أحزاب تدعو بشكل أو بآخر إلى استقلال الفلاندر, فإن هذه الأحزاب حصلت مجتمعة على نحو 45% من أصوات ناخبي الفلاندر. ومن المتوقع أن تبدأ اليوم الاثنين المفاوضات الرامية إلى تشكيل الائتلاف الحكومي الجديد، ولكن من غير المتوقع أن تنتهي هذه المفاوضات قبل أشهر عدة، في الوقت الذي يفترض أن تتسلم فيه بلجيكا في يوليو/تموز الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. مصدر الخبر...