تعرفت الفرنسية مارتين على المغربي محمد سنة 2004 عن طريق الإنترنيت، وخلال المحادثات الدائرة بينهما، أكد لها أنه أرمل وأب لطفلين، وأن زوجته توفيت إثر حادثة سير، وأن الابن الأكبر يدعى عثمان، يبلغ من العمر وقت الحادثة تسع سنوات، في حين أن طفلته الثانية آسياتبلغ من العمر سنتين، و أكد لها وقتها أنه يقطن خارج المغرب، بسبب مهمة عمل في تونس. وأوأكد محمد لمارتين خلال لقاءاتهما عن طريق الأنترنيت أنه يعمل مهندسا، وأن ابنه عثمان يدرس الهندسة ببوسطن،و ابنته آسيا تدرس الطب بسويسرا، وأنه كان مقيما بالديار الفرنسية لمدة 19 سنة وبالتحديد في مدينة تاريون، ثم أنهى دراسته ببوسطن. كما سبق له أن عمل بالغابون بمدينة لبروفيل لصالح شركة «شال»، وقرر العودة إلى المغرب سنة 2005 من أجل فتح شركة للأشغال العمومية. و في إطار تعارفهما اقترح محمد على مارتين المجيء إلى المغرب، فلبت دعوته ، و اقترح عليها أن تأسيس شركة بينهماا، إلا أن ظروفها العائلية لم تسمح لها بذلك لأن ابنتها الكبرى مريضة، وتتابع علاجها بفرنسا وابنتها الثانية كانت تدرس بباريس. ودخلت مارتين في أكتوبر من العام 2007، إلى المغرب بعد أن أنهت ابنتها الصغرى دراستها و اطمأنت على الأخرى المريضة، ففكرت في الاستثمار بمجال السياحة عبر خلق إقامة بمدينة أكادير، في الوقت الذي كان فيه محمد في زيارة لابنته بسويسرا، وحين عاد كان لها معه لقاء، تجاذبا خلاله أطراف الحديث عن مستقبل علاقتهما وأكد محمد رغبته الأكيدة لمارتين من أجل أن تشاركه في مشروعه، وأكثر من ذلك أبدى لها رغبته في الارتباط به عبر الزواج منه . فوثقت به أكثر خصوصا عندما بادر إلى طلب مشاركتها حياتها وبعد أن أكد لها أنه سيترك شؤون تدبير أمور الشركة التي سينشئانها سوية بيدها، لأنها حاصلة على دبلوم في المحاسبة وفي تدبير المقاولات، ومتخصصة في مجال الحقوق الاجتماعية، على أساس أنها ستتكلف بالعلاقات مع الزبناء والأبناك والعمال، وأن مساهمتها في الشركة ستكون عبارة عن جلب آليات السيارات، وليس المساهمة بمبالغ مالية، فاقتنعت بفكرته وتخلت عن الإقامة السياحية التي كانت ترغب في إنشائها، واكتفت بشراء منزل بمدينة أكادير. و وفي أحد الأيام غادرت مارتين المغرب متوجهتا نحو فرنسا من أجل بيع ممتلكاتها بفرنسا، وكانت في اتصال دائم مع شريكها عبر الإنترنيت، وقد كانت تعمل على تسجيل كل ما يدور بينهما من أجل الاحتفاظ به كذكرى. وأثناء تواجدها بفرنسا طلب منها محمد مبلغا ماليا قدره أربعة عشر مليون سنتيم ونصف لشراء سيارة ذات الدفع الرباعي، ليتمكن من تفقد أعمال أوراش الشركة، لأن سيارته معطلة بسبب حادثة سير، ورغم إلحاحه، لم تستطع مارتين تلبية طلبه بسبب ثقل مبالغ الضرائب التي أدتها بفرنسا، ومع ذلك اكترت له السيارة التي يرغب فيها . ثم عادت إلى المغرب في 08 فبراير 2008، وعملت على استمرار إبقاء كراء السيارة التي كان يعمل بها إلى حدود شهر ماي الماضي،واضطررت إلى السفر نحو فرنسا في أبريل الماضي، قصد الاطلاع على أحوال ابنتها المريضة، وأثناء هذه الزيارة عملت على تحويل مبالغ مالية مهمة إلى حسابهما في المغرب إلى وكالتين بنكيتين، علما أن محمد أخذ منها شيكا بمبلغ 50 ألف درهم على خلفية شراء سيارة للدفع الرباعي، وبعد 15 يوما، أخذ منها شيكا آخر بمبلغ عشرة ملايين سنتيم ونصف، لشراء سيارة أخرى من النوع نفسه. ولأنها لم تحصل بعد على بطاقة الإقامة بالمغرب كان يسجل هذه السيارات باسمه وباسم شركته رغم أنها تدفع كل المبالغ المالية التي يطلبها، كما أعارها زوجها السابق مبلغ 60 ألف أورو عبارة عن شيك محول إلى حسابها البنكي، واتفقت معه على أن تشرع في تسديد الدين، عندما تبدأ الآليات في العمل بالأوراش، ولكن بمجرد ما جرى هذا التحويل أشار لها محمد بأن يقتني الآليات من الدارالبيضاء بدل إيطاليا، وكانت لديها وقتها بطاقة الإقامة بالمغرب، لكن المشتكى به فضل أن يستمر الأمر كما بدأ بحيث يبقى كل شيء باسمه، حتى ينتهي من أداء الديون في شهر شتنبر لتغيير أوراق الشركة وإدخال اسمها كشريكة له . ومع مرور الوقت بدأ يتضح لمارتين أن وعود محمد بدأت تتبدد فكلما تحدثت له عن أمر الزواج الذي هو أصل العلاقة بينهما ، كان يتهرب، ويقول إنه يفضل أن يعيش معها من دون زواج، و رغم ذلك دفعها مجددا إلى شراء آلتين Poclain وCaterpilar بأزيد من 72 مليون سنتيم، وضعته في اسم شركته ، وطلبت منه حينها أن يكتب لها شهادة مصادقا عليها يعترف بموجبها بأنها مولت شراء هاتين الآلتين في انتظار إعداد الأوراق النهائية للشركة المنتظرة، غير أنه رفض وطمأنها بأن لا تخاف من أي شيء وأن الأمور ستسير على ما يرام.بعدها أصبحت لا تراه إلا نادرا، يخرج باكرا في الصباح ويعود متأخرا في الليل، ولا يتحدث عن صيرورة الأعمال بالشركة، وأصبح يبالغ في شرب الكحول ويمارس عليهاالعنف الذي انتهى بها في المستشفى. وتحت ضغط حالات سكره وتعنيفه لها، صممت على العودة إلى فرنسا لعيادة ابنتها المريضة، ولكن محمد منعها من ذلك، وهددها بإغلاق الحدود في وجها، مستعينا بعلاقاته بأشخاص نافذين، لكنها صممت على السفر، وبعد عودتها ومطالبتها له من جديد بتسجيل الآليات باسمها ادعى المرض، وإصابته بشلل نصفي ألزمه الفراش، إلى غاية شهر غشت الماضي، حيث أوكل إلى ابنه عثمان جميع الأشغال . وإذ ذاك اتضح لمارتين أنها سقطت ضحية عملية نصب واحتيال و أنه لا أمل لها في استرداد أموالها وممتلكاتها إلا باللجوء إلى القضاء المغربي من أجل تسجيل شكاية في الموضوع . وعلى إثر الشكاية المذكورة والدلائل التي تقدمت بها مارتين قامت مصالح الأمن باعتقال المتهم وتقديمه إلى العدالة لتقول كلمتها الفصل في أعمله الإجرامية