بمناسبة العام الميلادي الجديد، أخص موقع قصر السوق بقصيدة في نفس الموضوع، سبق أن نشرتها مجلة الزمان المغربي في عددها الرابع عشر.سنة 1983 قبل ايقافها بقليل. وقد رأيت أن القصيدة ما زالت تعبر عن واقع الحال، وهي قصيدة كل رأس سنة جديدة، لعالم مثخن بجراحاته العديدة وهي فرصة لمن فاته الإطلاع عليها حين نشرها. وكل عام وأنتم بفرح جديد قصيدة هذا العام أحكي لكم يا أهل هذا العالم، في سمر الليلة الأخيرة أبدأ من صفر اللحظات الكسيرة حيث التقى عام ضرير بعام وليد... أرهقه الدخان، والضوء، والصراخ على باب الخاصرة والزمن المريض بعقدة الأوهام وحول مائدة الشراب ...أنتم تتحلقون فرحين كالأطفال بالسنة الجديدة. والطعنة الحمراء، تنزف دونما سكين وليس تروي ظمأ الأرض اليباب...أرضنا الفقيرة أبدأ من حيث انتهت شهرزاد ُعن كلامها المباح أفتح دفترَ الجراح وأعرف أن سامعي الوحيد.. في الغواية راحْ. أحكي لكم يا أهل هذا العالم، في سمر الليلة الأخيرة كلَّمته... والتمست ُصفحه....فاغرورقتْ عيناهُ ما بين رعشة الفناء..وخريف الحياة.. زغردتْ رصاصة وزمجرتْ قذيفة..باعدت ما بيننا لكنني في انجلاء الغيم لقيت في كفي قُصاصة مختومة بخطه قرأت فيها هذه الخلاصة: لن تمسحوا عن وجهي شبح الغبار إني على صفحة التاريخ مرسوم بالنار مفقوءة عيناي.. لن تنعم بالأنوار بطاقتي قصيرة لأنني في الريح درة...مضت غريرة. أحكي لكم يا أهل هذا العالم في سمر الليلة الأخيرة دنوت من مهده قبّلتُه على جبينه قبلة استبشار هذا الوليد الخارج من عتْمة الأسرار قلت: حدِّثنا، فدربنا طويل والملل العاتي يسكننا في الإبحار أشعلْ جسد الليل وازرعْ في رحم الأرض بشارة َالنّهار..... أوقدْ جسد الحرف الرافض فهذا الموت في الأشياء يأخذ شكل الظل يمشي صخبا في دروب الأرض يلبس وجه الأحياء أتكون الجسر الواصل بين اخضرار الجرح مخاض الحزن والفم الملغوم في عرض الفضاء..؟ أتكون غيثا، يقرئ الرمل طقوس الخصب وموعد الميلاد..؟ يا هذا الطفل الطالع من أغوار الأبعاد علمنا مما حَبَاك الغيبُ..نرُجُ به صلابة السؤال تنينا يقبع فينا يخرج في الآه...ويُحاصرنا فالغربة ..غربة والقول حينا...تلال. علِّمنا أن نكبر في الجرح حتى نكشفَ دربه ونقول: سلاما يا شرق سلاما يا غرب سلاما رستْ سفنٌ مُبحرة واستعاد العالم قلبه. أحكي لكم يا أهل هذا العالم في .. سمر الليلة الأخيرة في الحلم أسافر ..في سرة الغبار ومعي جثث الأعوام وغابة أفكار أيقظني رعد،ولم تعبر كلماتي جسورا أو قفزتْ من فوق الأسوار. أيقظني برقٌ تلبس وجه نهار...... أيقظني دمُ الطفل سابحا يُمسي بحيرات، وأنهار....... غطت ْيبابَ الأرض في لحظة قصيرة وفرَّ مني الكلام ماذا أحكي لكم...؟ يا أهل هذا العالم، في سمر تحرسه الأسوار.. وأنا أنتظر البعث في الريح..في الماء، أو في النار وأنا أهوي بعبء ِ غوايتي إلى مستقر ٍ تتقاذفه الأشعار..؟ محمد شاكر الرشيدية في.1981 نشرتها مجلة الزمان المغربي 1983