أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس اليوم الأربعاء، على تدشين مركز للتكوين المهني أحدث بداخل السجن المحلي بالرشيدية، أنجزته مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، باستثمارات مالية بلغت ثلاثة ملايين و500 ألف درهم. وبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية وقطع الشريط الرمزي، قام جلالة الملك بجولة عبر مختلف مرافق مركز التكوين المهني، الذي يندرج إحداثه في إطار مشروع مندمج لإعادة إدماج السجناء، يتم تفعيله بشراكة بين كل من مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء والمندوبية العامة لإدارة السجون ووزارات التشغيل والتكوين المهني والتربية الوطنية والفلاحة والصحة والصناعة التقليدية والثقافة والشباب والرياضة وكذا مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل. وسيستفيد من خدمات المركز نزلاء السجن المحلي بالرشيدية، الذين تتراوح عقوباتهم الحبسية ما بين تسعة أشهر وثلاث سنوات. ويتوزع التكوين بالمركز، الذي سيستفيد منه مائة وستون نزيلا، على ثلاثة أقطاب، يهم أولها التكوين المهني، ويشمل سبعة تخصصات، هي كهرباء البناء والبناء متعدد الوظائف والترصيص والنقش على الزجاج والجبص والفصالة والخياطة والمشغولات الحديدية. ويهم القطب الثاني التكوين الفلاحي ويشمل شعبة "مستخدم في مجال البستنة"، ثم قطب الأنشطة الموازية ويشمل دروس محو الأمية ويوفر مكتبة خاصة بالمطالعة مفتوحة في وجه جميع النزلاء. وتطلب إنجاز هذه المنشأة تعبئة اعتمادات مالية بلغت ثلاثة ملايين و500 ألف درهم، منها مليونين و500 ألف درهم مخصصة للبناء، تم تمويلها في إطار شراكة بين أعضاء برنامج إعادة إدماج السجناء (مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء والمندوبية العامة لإدارة السجون ووزارة الفلاحة وكتابة الدولة المكلفة بالتكوين المهني ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل). أما الغلاف المالي المخصص سنويا لتسيير شؤون المركز فيناهز 600 ألف درهم. وينضاف مركز التكوين المهني بسجن الرشيدية إلى مراكز أخرى مماثلة يشملها برنامج إعادة الادماج المهني للسجناء. ويعكس هذا المشروع العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لإدماج السجناء في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، باعتبارهم مواطنين كاملي المواطنة يتمتعون بكرامتهم وجميع حقوقهم، مستعدين للاضطلاع بدورهم، على أكمل وجه، كفاعلين في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. ومكن برنامج إعادة الإدماج المهني للسجناء من إنجاز 35 مركزا تهم قطاعات التكوين المهني والفلاحة والصناعة التقليدية، بالمؤسسات السجنية. وتم بفضل هذه المراكز، التي يسهر على عملية التأطير بها 188 مكونا، توفير دورات تكوين لفائدة 4491 مستفيدا من التعليم النظامي، من بينهم 407 طالبا جامعيا، و4092 مستفيدا من التكوين المهني، و1179 مستفيد من التكوين الفلاحي. ويتضمن البرنامج المسطر برسم سنتي 2011-2012 إنجاز تسعة وأربعين مركزا جديدا سيسهر على التأطير بها طاقم يتكون من 368 مكونا، ويستفيد منها حوالي أربعة عشر ألف و400 سجين. ومن جهة أخرى، مكنت الإجراءات والتدابير الخاصة بإعادة الادماج الاجتماعي والمهني للسجناء، والتي تسهر على تنفيذها مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، خلال الفترة ما بين 2006 و2009، من ضمان 1068 منصب عمل لفائدة سجناء سابقين في عدة قطاعات، إلى جانب توفير تداريب لفائدة 148 شخص، علاوة على مواكبة 119 مستفيد من حاملي المشاريع الصغرى لإنجاز مقاولات صغرى ومتوسطة.