أبوظبي- أحمد هاشم - يعشق الاماراتيون البلح، ويهتمون به باعتباره إرث من الاجداد وتراث يجب أن يعتنوا به بمختلف الوسائل. ومن شدة هذا العشق، تنافسوا في زراعة اشجار النخيل ذات الانتاج عالي الجودة، وقدم مزارعون بلحا متميزا تباع الحبة الواحدة منه ب50 دولارا، ويصل سعر الكيلو المميز في بعض الانواع الى ما يعادل 1000 دولار. وابتكر اماراتيون مشتقات غير مسبوقة من البلح مثل "مخلل البلح، وبخور التمر، ومنظفات للبشرة من خوص النخيل"، ويتنافسون سنويا في مسابقات "لجمال البلح" وافضل مزرعة نخيل وافضل انتاج من التمر. وقاد البلح الامارات للدخول في موسوعة جينس العالمية مرتين، الاولى بعد ان صنع مزارعون اماراتيون اكبر صحن بلح في العالم، والثانية بوصف الامارات أول دولة في العالم من حيث زراعة أشجار النخيل والتي بلغ عددها 40 مليوناً و700 ألف شجرة، وفق احصاء منظمة الأغذية والزراعة '' الفاو'' وإحصاءات وزارات الزراعة والثروة الحيوانية والبيئة في دول مجلس التعاون الخليجي. ومنذ خمسة اعوام تقيم العاصمة الاماراتيةابوظبي مهرجانا للبلح سنويا يجمع الاف المزارعين والزوار من مختلف انحاء الامارات، وفي هذا المهرجان يتنافس المشاركون على تقديم افضل انتاج من البلح، ويعرضون اصنافا عديدة من "الرطب" ويقيمون معارض لتقديم ما انتجه نخيلهم. ويتضمن المهرجان ايضا مسابقات في فنون طبخ البلح، وتقيم اللجنة المنظمة جمال وجودة البلح وحجمه ونظافته ولونه ليحصل الفائزون على جوائز ضخمة من بينها سيارات فارهة. يحمل المهرجان اسم "مهرجان ليوا للرطب"، ويقام سنويا منذ عام 2005، وعاما تلو الاخر يجذب جمهورا كبيرا من محبي زراعة البلح، بل اصبح مزارا سنويا للسائحين القادمين للامارات، واصبح حدثا هاما على قائمة البرامج السياحية. ويهدف المهرجان، كما قال منظموه لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.ا)، الى تشجيع المزارعين على مزيد من الاهتمام بجودة انتاج الرطب، وتحفيز المزارعين على زيادة انتاجهم من التمور، والارتقاء بأصناف تمور الإمارات الى التميز. ويهدف ايضا الى اتاحة الفرصة للمزارعين الى تبادل الخبرات في مجال انتاج افضل انواع البلح. وابتكر منظمو المهرجان العام الماضي مسابقة لصناعة اضخم طبق بلح في العالم، وبالفعل نجح المزارعون الاماراتيون في صناعة طبق بلغ قطره 10امتار وحوى مايقرب من مليون حبة بلح (رطب) من النوع الفاخر، قدمها اكثر من الف مزارع. واعتمدت لجنة من موسوعة "جينس" للارقام القياسية الصحن، باعتباره الاكبر من نوعه في العالم. ويتضمن المهرجان مزادات على أطباق بلح فاخرة وصلت قيمة بعض الاطباق الى مئات الاف من الدراهم، مثل سلة البلح التي بيعت العام الماضي ب200 الف درهم اماراتي، وكانت من نوع "الخلاص". يقول عبيد المزروعي مدير المهرجان" يقام مهرجان ليوا للرطب منذ عام 2005، وعلى مدى 10 أيام تقام فعالياته التي تجذب عشرات الاف من المزارعين والزائرين سنويا". وفي الدورة الاخيرة التي انتهت في شهر تموز/ يوليو الماضي شهد المهرجان اكثر من 60 الف زائر، و3 الاف مشارك. ويضيف "المهرجان اصبح كرنفالا تراثيا وسياحيا كبيرا في المنطقة الغربية للامارات، وفي دورته الاخيرة حقق رواجا سياحيا كبيرا، وبلغت نسبة اشغالات الفنادق خلال فترة الفعاليات 100 % ، خاصة مع إقبال وفود اجنبية حرصت على متابعة المهرجان ." واشار المزروعي الى ان "مهرجان ليوا اصبح مجلسا كبيرا يضم جميع المزارعين لتبادل الخبرات والثقافات والاستفادة من كل ما ينفعهم من خبرات وتجارب في مجال زراعة النخيل". وتضمن المهرجان في دورته الاخيرة عدداً من الفعاليات التي تمت لاول مرة، منها مسابقة افضل طبق تمر تسابق فيها طهاة اكبر الفنادق العالمية، من بينها فنادق فرنسية وهندية وسورية ولبنانية. وترك للمتسابقين حرية انتاج اكلة شعبية مصنوعة من التمور ، وفاز في المسابقة طهاة قدموا افضل طبق تمر غير تقليدي. وتولت لجنة تحكيم تقييم المقبلات والاطباق الرئيسية والحلويات حسب معايير تتضمن المذاق وطريقة التقديم ومستوى الابداع . ويتضمن المهرجان ايضا سوقا شعبية يوفر أجواء تراثية قديمة متعلقة بالنخيل والرطب، ولا يسمح للعارضين إلا بعرض منتجات النخيل والرطب فقط، والحرف اليدوية القائمة على صناعة النخيل، والتمور. وقد شهد سوق مهرجان ليوا الاخير نجاح تجارب جديدة ومتميزة في انتاج مصنوعات غير تقليدية من الرطب بعد ان نجح اماراتي في انتاج اول مخلل من الرطب وبنكهات مختلفة، وانتجت اماراتية بخورا ومنظفات للبشرة من خوص النخيل، وهي منتجات لم تكن موجودة من قبل. ويعد المهرجان مسابقة لجمال البلح، والمزارع الذي يقدم افضل انتاج من التمر يحصل على جوائز كبرى. وشرح مبارك المنصوري مدير لجنة تحكيم المهرجان معايير التحكيم في المسابقة "يتم تقييم الانتاج على أساس جودة مواصفات الرطب، ومدى العناية بالنخلة من قبل صاحب المزرعة، ومدى استخدامه نظاماً مثالياً للري للمحافظة على المياه والعمل على توفيرها، ثم النظافة العامة للمزرعة، واستخدام أساليب المكافحة الفعالة، والبعيدة عن المبيدات الحشرية الضارة". وإلى جانب هذا المهرجان اطلقت الامارات هذا العام جائزة دولية للتمر والنخيل تصل قيمتها 4 ملايين درهم. تحمل الجائزة اسم "جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر" التي تمنح جوائزها لفئات الشخصية المؤثرة في صناعة نخيل التمر، والبحوث والدراسات المتميزة في مجال صناعة النخيل، وفئة المنتجين المتميزين. وفاز بالجائزة في دورتها الاولى هذا العام المعهد الوطني للبحث الزراعي بالمملكة المغربية، عن جهوده في مجال مكافحة مرض البيوض وتنمية قطاع النخيل في المغرب وشمال أفريقيا عامة، وفازت ايضا شركة ''أتول'' الهندية عن مشروعها الخاص بتطوير زراعة النخيل في الهند، والذي يستهدف زراعة حوالي مليون نخلة سنوياً هناك. وتباع في اسواق الامارات أنواع عديدة من التمر باسعار مرتفعة، وتتخصص محلات في بيع التمور، تنشر افرع لها في اكبر المراكز التجارية. وتعرض تلك المحلات انواع من التمر المحشو بافخر المكسرات والحلويات والشيكولاته والفواكه المجففة.وهناك انواع تمور غير متوفرة بصورة كبيرة في الاسواق، لذلك يصل سعر الحبة فيها الى ما يعادل 50 دولار، خاصة نوع "النغال". ويقول ابوراشد البائع في سوق بمدينة العين الاماراتية لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.ا) ان "النغال هو من اغلى انواع التمور في الامارات، وفي أول ايام نضجه يباع باسعار كبيرة تصل الى مئات الدولارات للكيلو". واشار محمد مانع وهو بائع اخر في مدينة العين الى ان "هذا النوع من البلح يباع في ايام حصاده الاولى بالحبة الواحدة، ورغم اسعاره المرتفعة يشهد اقبالا كبيرا من المشترين الاماراتيين خصوصا من كبار التجار، الذين يشترون الكيلو الواحد بسعر يقترب من 1000 دولار". Source : http://www.hdhod.com/حبة-البلح-بخمسي