كان يمكنه ببساطة أن يقول كما قالت وزيرة الصحة الاسبانية: لم ارتكب أي خطأ، ولكن حتى اجنب الحكومة أي تشويش فإنني اتقدم باستقالتي. كان بإمكانه أن يضيف، حتى اجنب المشروع الذي انتمي إليه زوبعة قيمية لن تزيده إلى تململا، حتى اجنب زملائي المؤسسين كل هذا الحرج المجاني، حتى اجنب الشباب صدمة وجدانية في قياداته، حتى اجنب الشعب المغربي ملهاة إعلامية تصرفه عن قضاياه الكبرى في التوزيع العادل للثروة والتداول الديموقراطي للسلطة. كان بإمكانه أن يقول: لن ادخلكم في متاهات فقهية حول شروط الخطبة وحقوق الخاطب، ولن اشغلكم بثمن بطاقة الطائرة وإذا ما كانت Low cost أو business classe ، ولا يهم الآن تباعد أو تقارب الفنادق.. يعلم الله أنني لم ارتكب اثما وهذا المهم في علاقتي بخالقي، أما فيما يخص علاقتي بكم فأقر بأنني خذلت ثقتكم، وادرك تماماً أهمية الثقة في تعاقدنا التنظيمي والاخلاقي. “لكل ذلك لن أقدم لكم أية تبريرات متذاكية، فقط سأعتذر منكم بصدق، فللحظة نسيت أن للمسؤولية العامة اثمان، منها تناهي الحجاب الفاصل بين الحياة العامة والخاصة، نعم للحظة غفلت عن هذا ومن شيمة البشر أن يغفلوا أو يتغافلوا، وانا الآن أعتذر منكم، واضع استقالتي شاهدا على صدق اعتذاري.” كل ذلك كان ممكنا، لكن لا شيء منه قيل.. للأسف!