في سياق الإهانة التي تعرضنا لها كمواطنين في هذه المدينة المظلومة، إثر قطع المياه من طرف الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء عن المدينة، أياما قبل و يوم عيد الأضحى، انتظمت وقفة احتجاجية عفوية أمام مبنى الوكالة الرئيسي، اعتبرناها كغيرنا من الفعاليات النشيطة في مدينتنا، حدثا حضاريا من أشكال الاحتجاج ووسيلة ناجعة للتعبير عن رفض الظلم والإهانة… داخل الوقفة بدأت ترشح بعض التمايزات مرتبطة بخلفية الانتماء السياسي، فكان أن انسحب المبادرون وثبت اللاحقون، لكننا مع ذلك عزمنا على استكمال الفعل النضالي الذي أفرز لجنة مؤقتة مصغرة مهمتها تتبع التوصيات المنبثقة من الوقفة الأولى، إلى حين الوقفة الثانية التي من الممكن أن يكون فيها تغيير وتجديد في اللجنة.. وبعد اجتماع لجنة التتبع المؤقتة أصدرت هذه الأخيرة التي ننتمي لها بلاغا للرأي العام، تضمن دعوة لوقفة احتجاجية ثانية أمام مبنى الوكالة، وتتبع اقتراح توكيل محامين لرفع دعوى رفع الضرر ورد الاعتبار ضد الوكالة.. لكن بعد ذلك وجدنا أنفسنا أمام انقسام واضح في المواقف، ونقاش قد يؤثر على الفعل النضالي في مجمله، بشكل ولد لدينا تخوفا من المآلات.. فأصبحنا بأثر ذلك لا نرى إلا الظلام الدامس، وذلك بسبب صدور مجموعة من البيانات والتدوينات والأقاويل والمعطيات التي لا نعرف حقيقتها من باطلها، الشيء الذي لا يمكننا أن نتمادى فيه ونحن لا نعرف أين سيستقر الحال، حيث الهدف غائب والرؤية مجهولة..!! وفي السياق ذاته؛ نشير إلى أن المقصد الرئيسي هو محاسبة هؤلاء الذين أفسدوا فرحتنا بالعيد، وليس الركوب والاستغلال السياسي لأي جهة للحدث، سواء الداعمة للوقفة أو المعارضة لها، وإن الذي يدعونا للاستغراب حقا، هو أن يدعي المرء شيئ ويأتي نقيضه. لهذا و من غير استغراق في التوضيح نعلن ما يلي: * سنستمر في المطالبة بالتحقيق في جريمة قطع الماء عن المواطنين من غير سبب * نطالب كل الفعاليات بالاجتماع على كلمة واحدة في مواجهة مثل هذه المظالم، وننصحها بضرورة الابتعاد عن تسييس مطالب الساكنة المهانة * رفضنا للركوب السياسي على حدث تضرر منه الجميع. وعليه فإننا قررنا: * الانسحاب من اللجنة المؤقتة للتبع، مع الإشارة على أننا نحترم كل أفرادها، ونكن لهم كل التقدير والاحترام.. * الانسحاب من الدعوة إلى الوقفة الاحتجاجية، وعدم الانخراط فيها يوم غد الجمعة.. * تأكيدنا على أن لا علاقة لنا بالبيان الآخر، الذي دون باسم فعاليات من المجتمع المدني، كما أننا في مقابل ذلك نؤمن بحرية التعبير، التي تفرض علينا احترام جميع الآراء.. * نؤكد كذلك بأننا غير معنيون بحضور أي لقاء أو تجمع آخر، سواء كان رسميا أو بمبادرة أي من الفعاليات الأخرى.. *نؤكد أن موقفنا مؤقت في انتظار اتضاح الرؤية جيدا، لأننا نعتبر أن الظلم كان ولا زال عظيما في حق ساكنة هذه المدينة العريقة..