قررت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، الثلاثاء، مؤاخذة أب وثلاثة من أبنائه، بقتل شقيقين بعد نزاع مسلح دار بينهم حول أحقية استغلال بئر بجماعة "سوق القلة" التابعة لدائرة القصر الكبير، وحكمت على الابن الأكبر بالإعدام وبالسجن المؤبد في حق الأب واثنين من أبنائه، مع تعويض لفائدة المطالبين بالحق المدني (الورثة) قيمته 4 ملايين درهم يؤدونها تضامنا بينهم مجبرة في الأدنى، بعد أن وجهت لهم تهمة "القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والمشاركة فيه". وكانت الهيأة القضائية قررت إدانة الأب (عبد السلام.غ) المزداد سنة 1961، وأبنائه الثلاثة، الذين تتراوح أعمارهم بين 23 و27 سنة، بعد أن تداولت ملف القضية في جلسة علنية حضرها ورثة الضحية وإحدى المصرحات، التي أدت اليمين القانونية قبل أن تسرد الحادث بتفاصيله منذ أن نشب الخلاف بين الضحيتين والمتهمين الأربعة، وتحول إلى تشابك ومواجهات استعملت فيها جميع الأسلحة المتاحة ( ساطور، فأس، زبارة، عصي، حجارة...)، وأسفرت عن سقوط الشقيقين، إثر تلقيهما ضربات قوية على مستوى الرأس والصدر، قبل أن يفر المعتدون تاركين الضحيتين على الأرض مغما عليهما. كما استمعت هيأة الحكم لدفاع أسرتي المطالبين بالحق المدني، وهما الأستاذان أفتوح عبد الرزاق وعبد الله دحمون من جمعية المحامين الشباب بطنجة، اللذان تطوعا للمؤازرة وأديا من حسابهما الخاص الرسم الجزافي، قبل أن يلتمسا إدانة المتهمين الأربعة بأقصى العقوبات وفقا لفصول المتابعة (392 و393 و394 و395 من القانون الجنائي)، التي تقرر الإعدام، وطالبا بتعويض قدره أربع ملايين درهم لفائدة أسرتي الضحيتين، وهو ما استجابت له الهيأة بعد أن اقتنعت بثبوت الأفعال المنسوبة للأب وأبنائه الأربعة. وتعود هذه الجريمة إلى منتصف شهر نوفمبر من السنة الماضية (2017)، حين تعرض الشقيقين (الصديق.ت)، الذي يبلغ من العمر 27 سنة وهو متزوج وله 4 أطفال، و(عبد العزيز.ت)، سنه لا يتعدى 35 سنة وهو أب ل 11 طفلا، لضربات قوية أصابتهما على مستوى الرأس الصدر، نقلا على إثره إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة، حيث فارقا الحياة رغم كل الإسعافات المقدمة لهما، ليأمر الوكيل العام بفتح تحقيق في الموضوع أسفر عن إيقاف المتهمين الأربعة وتقديمهم أمام العدالة.