….. ، بدافع ضغط داخلي عميق، وشعور باطني دفين، مبعثه المحبة الكبيرة التي أكنها لمجموعة من الأصدقاء ، امتدت إليهم يد الموت وهم في عز الشباب ،منهم المرحوم عبد السلام الشلي ، المرحوم لطفي التويس المرحوم نبيل الشرطي اثر حوادث سيرمفجعة ، وودت لو أفردت لكل منهم مقالا خاصا آخرهم عبد الخالق الدغاي الذي رحل عنا بسبب أزمة ضغط دموي. ما أقسى وأصعب أن أتحدث عن عبد الخالق الدغاي بصيغة الماضي وهو الذي كان إلى عهد قريب حاضرا بقوة بين ظهرانيا، ويملأ المكان بل الأمكنة حركية ودينامية وحيوية، مناضلا ومكافحا ومؤطرا ومنخرطا في جميع المعارك النضالية بنفس نضالي، لا يكل ولا يمل، ما أصعب أن أتحدث عن مناقب شاب كان ناكرا لذاته ونفسه، رجلا نذر وقته وجهده وأعصابه وحتى ماله للآخرين، من دون أن ينتظر جزاء ولا شكورا. رجلا شامخا وهب حياته بكاملها خدمة لمبادئه وقناعاته ونضاله. رجلا كانت حياته في كل تفاصيلها تتمحور حول النضال في أبهى صوره خدمة لقضايا الناس ، حاصرت صديقه عبد المومن بوعشية ليمدني بشهادة ،بصفته كان أقرب الناس إليه ، وبعد تردد فهمت منه أنه لا يريد فتح جراح الذكرى ،كما وافتني الأستاذة سعاد الدغاي أخت الفقيد بشهادة أورد بعض ما جاء فيها "..عانق أخي أحلامه التي أمن بها و بذل كل ما في وسعه من أجل وطن ينعم فيه الإنسان بكرامته و تتحقق فيه العدالة الاجتماعية و تسوده المودة و الأمان..أحلامه وآماله تلامس السماء" أما الصديق عبد المومن بوعشية كتب ما يلي "عندما اتصل بي الصديق عبد المالك العسري مقترحا علي كتابة شهادة ( في إطار سلسلة وجوه …) في حق فقيدنا عبد الخالق الدغاي, انتابتني حالة من التردد خوفا من أن لا أفي حق الرجل. ولأن الفقيد كان من أبرز نشطاء حقوق الإنسان بالمدينة ( وقد نقول انه كان عميدا للفعاليات الحقوقية بالمدينة ), لم يكن مستواه التعليمي ( خريج كلية الحقوق بفاس) فقط هو الخلفية اللازمة المؤهلة له لهذا النشاط وبهذه الفعالية, بل تلك القناعات المبدئية التي نشأت معه من الطفولة إلى فورة الشباب, حيث كان الفقيد منذ صغره مؤمنا بقضايا العدالة و الحرية وكل القيم الإنسانية.. هذا الإيمان الراسخ في وجدان الفقيد بهذه القضايا تحول إلى هاجس يومي وحركة دائبة في اتجاه تحقيق هذا الطموح وهذه ألأماني وتلك القيم الإنسانية… كما أن الخلفية السياسية حفرت في وجدان الفقيد وفي مسيرته النضالية, مثلا عليا ساعدته على التشبث بهواجسه وطموحاته الحقوقية, فقد كان الفقيد منتميا قكرا وروحا إلى مثل اليسار الديمقراطي الهادفة إلى تحقيق مجتمع العدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقيقية والحرية والمساواة والإنصاف ..( من تجربة الطلبة القاعديين إلى حلقات الديمقراطيين المستقلين انتهاء بالمشاركة في تأسيس حزب اليسار الاشتراكي الموحد..).أما على المستوى المهني, فقد كان الفقيد يعشق مهنة المحاماة وقد امتهنها بصدق وبعفة لا مثيل لها, حيث بادر غير ما مرة وبرفقة بعض زملائه إلى شن حملات ضد الفساد داخل جهاز العدالة مما ترتب عنه الكثير من العداوات والمؤامرات أثرت بشكل سلبي على مساره المهني… موجز من حياة الفقيد: – 01/01/1966 الميلاد بمدينة القصر الكبير – 1992 الإجازة في الحقوق , كلية الحقوق بفاس – 1993 الالتحاق بهيئة طنجة للمحامين, 1996 الترسيم كمحامي بالمدينة – 1996 منسق حركة" الديمقراطيون المستقلون "بالقصر الكبير – 1995 إلى 2001 رئيسا لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان , لولايتين – 2002 الترشح في لوائح اليسار الاشتراكي الموحد للانتخابات البرلمانية – 2007 المشاركة في تأسيس المنتدى الجهوي لحقوق الإنسان بشمال المغرب وعضوية التنسيقة الجهوية به.. – 27/12/2011 الوفاة بمدينة القصر الكبير رحم الله الصديق عبد الخالق الدغاي