بمزيد من الحزن والأسى، تلقت الجمعية نبأ وفاة أحد أعضائها البارزين والمؤسسين، وأحد أبناء هذه المدينة البررة، المرحوم بكرم الله عبد السلام الشرادي، الذي توفي يوم الجمعة 04 / 05 / 2018. ووري الثرى بمقبرة مولاي علي بن خلف بن أبي غالب بعد صلاة الظهر على روحه الطاهرة بالجامع السعيد من عدوة الشريعة. حيث نقل جثمانه في موكب رهيب يتقدمه زملاؤه في هيئة المحاماة ببذلاتهم الرسمية. ولد الفقيد بحومة للا عائشة القجيرة بالقصر الكبير سنة 1938، درس بكتاب الزاوية على الفقيه السيد أحمد التطواني، ودرس تعليمه الابتدائي بمدرسة سيدي بو احمد، ثم انتقل للعرائش لنفس الغرض، وأخيرا التحق بالعراق لاستكمال دراسته العليا، حيث حصل على الإجازة في الحقوق من جامعة بغداد. عمل المرحوم في البداية في هيئة المحاماة بطنجة، ثم انتقل إلى القصر الكبير التي كان يحبها ويجعل منها غاية غاياته، مفضلا الاستقرار بها إلى أن وافاه الأجل المحتوم. كانت للفقيد مساهمات وطنية إلى جانب نخبة من رجالات المدينة وناضليها، فقد كان عضوا صلبا في حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وبعده في الاتحاد الاشتراكي، ومما هو جذير بالتنويه أنه حينما انتخب في المجلس البلدي بالقصر الكبير، وأثناء انتخاب مكتب البلدية في اكتوبر من سنة 1983 وقع تزير في الانتخاب، وكان المرحوم جالسا في الصف الثاني، فقام رافعا يديه إلى الأعلى قائلا أمام السلطات العليا: هذا تزوير، وآنذاك انسحبنا جميعا. كان الفقيد مثالا للصدق والأخلاق والتفاني في العمل والنزاهة والعفة، وسجل المرحوم مليئ بممثل هذه المواقف النبيلة وآية ذلك، أن المرحوم دخل لبلدية القصر وله سيارة كنا نستغلها في المصلحة العامة نظرا لقلة سيارات البلدية آنذاك، ولما خرج من البلدية خرج بدون هذه السيارة، ولا نحتاج لشرح هذه الظاهرة الفريدة من نوعها. كانت الرياضة أهم هواية المرحوم، فقد كان رحمه الله من أمهر الرياضيين في لعب كرة القدم. وكان الفقيد في آخر أيامه يقضي وقته مع أصدقائه في دكان السيد أحمد الغرابلي بشارع الزنيدية مع كل من: المرحوم محمد بنخليفة، والسيد سالم الرميقي، والسيد أحمد الغرابلي. وله مقولة طريفة حكاها لنا السيد أحمد الغرابي، كان يرددها كلما أراد الانصراف قائلا: " والنوض على وحدة مليحة * * حسن ما نوض على وحدة قبيحة". وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم كافة أعضاء الجمعية لنجليه خالد وأحمد، وكريمتيه أميمة وحليمة، وكافة أفراد أسرته الفاضلة بأحر التعازي والمواساة، طالبين من الله عز وجل للفقيد المغفرة والرضوان، ولأسرته الكريمة الصبر والسلوان. " الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" البقرة (156) محمد أخريف رئيس جمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير