كثير هم المواطنون المنسيون من رحمة الدولة في دواوير متناثرة في جبال الأطلس منها :" أنفكو" و " أغدو". إنهم يستغيثون و يحذرون من تكرار فاجعة شتاء 2017 الذي عرف وفاة 26 رضيعا بسبب الثلوج و الصقيع ، بعد أن نفذ حطب التدفئة و غاز البوتان و المواد الأساسية و انقطاع الطرق. يحكي البعض من ساكنة تلك المنطقة أن الحليب المصنع نفذ في كل المحلات ، مما يهدد حياة بعض الرضع الذين يعتمدون عليه. و يصيح أحدهم :" نحن نموت ببطء، إذا لم يتدخلوا فإن الدوار مقبل على كارثة إنسانية ، أما المواشي لا نتحدث عنها." إن استمرار التساقطات الثلجية و انقطاع الطرق و المسالك كان سببا في توقف الدراسة بالمؤسسات التعليمية بالجماعات الجبلية. غريب أمر هذا البلد ، ففي الوقت الذي يعيش فيه آلاف المغاربة تحت حصار مناخ قاس جدا ، نتيجة الكميات الكبيرة من الثلوج التي تساقطت على المناطق الجبلية و الانخفاض الشديد في درجات الحرارة ، فإن الأغلبية الحكومية فضلت أن تركز طاقاتها و مجهوداتها على لملمة خلافاتها. إن سلوك و أهداف الأغلبية الحكومية ، يؤكد أن الحكومة في واد و هموم و قضايا الشعب في واد آخر، بعد أن تبين أنها تخلت على هؤلاء المعزولين ، حيث تركوا لمصيرهم أمام هذه القوة القاهرة . أمام هذه المأساة ، أتساءل معكم : -ما معنى توزيع كيس طحين و علبة شاي و قنينة زيت و غطاء " كاشا" نحيفة؟ -ما معنى ترويج صورة طائرة " الهيليكوبتر" الوحيدة و هي تنقل بعض المرضى ، و ربانها يقدم تصريحات تسطيحية و تبسيطية بالمناسبة؟ -هل يعي الحاكم ما تمثله هذه الوضعية الدرامية من مخاطر على ساكنة الدواوير المعزولة في أعالي الجبال ؟ و هل هذه الهبات البئيسة تحمل معها حلا سحريا قادر على هزم الكوارث كيفما كان نوعها. أيها القارىء ، لعلك تقاسمني نفس التقييم و التقدير لهذه الوضعية: إنه العبث ! بل إنه العار.