لعل كل دارس لتاريخ الموسيقى بالقصر الكبير يقف على انها خرجت من رحم الزوايا ، وتكون بذلك موسيقى روحية في الاصل ، كانت القصر الكبير كباقي المدن العتيقة تعج بالزوايا التي تعايشت فيما بينها وملاذا للعديد من المتصوفة ، ومنها الزاوية الدرقاوية الروسية الحسنية ، كامتداد للزاوية الدرقاوية ، في كنف هذه الزاوية تربيى المرحوم البشير الروسي وتشبع باورادها ونشأ على ايقاع موسيقاها الروحية يعتبر من المديح والسماع ، من تم توسعت مداركه لينهل من شيوخ الطرب الاندلسي الذي اخذ بلبه الى ان برع فيه وصار احد اهم ركائزه بالمدينة والمنطقة ، فكانت كل المناسبات لا تكتمل الا بحضور المرحوم البشير الروسي وجوقه ، بالاضافة انه اسندت له مهمة تدريس طرب الالة بالمعهد الموسيقي بالقصر الكبير وتحرج على يده العديد من رواد هذا الفن لا زالوا يعترفون بفضله عليهم واليه يرجع الفضل في عدم اندثار هذا الفن الذي صمد امام موجات وتقليعات موسيقية سرعان ما خبا نورها ، ليبقى طرب الالة صامدا تتناقله ليومنا هذا الاجيال ،بعد موته بتاريخ 25 يناير2002 نعته جريدة الاتحاد الاشتراكي بما يلي (انتقل الى جوار ربه الاستاذ الجليل الشريف سيدي البشير الروسي الحسني الذي وافاه الاجل عن سن تناهز الثمانين قضاها في تثبيث دعائم السماع والمديح وكذا على شيوع الطرب الاندلسي الذي يعد احد ركائزه على الصعيد المحلي والوطني )