أشرقت أوبيدوم نوفوم على نور شع في آفاقها الواسعة، نور الجمال الحقيقي، شعاع الحسن فيه غير منظر الطبيعة عن منظره الطبيعي . فتاة تألقت على ارتفاع هذا المكان تألق العظماء السعداء، وعلى غير العادة جميلة تأسر بجمالها ونسيم إيحائها الطبيعة نفسها ،من حسن المشهد تجلت عظمت الخالق في طبيعة ساحرة وشقراء جميلة، سبح شجر المكان وماؤه ربهم لمثول حسناء من خلقه فوقهم،عرفوا من جديد قدرته عليهم أنه خلق من خلقه من يجمل جمالهم . قال شجر: المكان لجاره الماء، يا ماء من تكون هذه الحسناء. قال الماء: هي من ملائكة ربك. قال الشجر: سبحانه أن خلقها ولكن يا ماء هي بشر . رد عليه الماء في غضب شديد ، ألم تعلم أن للبشر الفضلى وأن لهم المثلى وإن كان لنا حظا كالملائكة للهم سجدنا. قال الشجر: صدقت يجاري الحبيب ومند أن وطأت قدماها المكان تغير حالي لأحسن حال ،وفاحت من ورق شجري نسيم المحال، وقوى جدعي وصرت عالي العال، همس الماء لمن حوله للورد والبنفسج وكل الجيران في سخرية،أسر الشجر بهوى الحسناء. رد على الماء كل الجيران ،المسكين ابن المسكين من شد في هواها … ————— صدقتم يخلق الله ،أنتم على الفطرة باقون ،وأصدق منكم في الكون لن يكون ،اسألوا حبيبها المسكين ،كم شكا وبكى ومن مر حبها نسقى. من أنت , اقترب , تكلم , آنت يا بشر . آ أنت حبيبها … قلت نعم نعم , قالوا حدثنا عن هواها ، أنا أكبر منها بسبع سنين ، كنت أراها مند صغري ،لأن منزلها بالقرب من منزلي ،وكنت أحس وكأنها مني ،ومع كبر سني زاد في أعماقي أن تكون الحسناء ملكي ،لكن القدر كان أمكن مني ،فجعلني بهواها أعرف قدر نفسي ،وأنا الذي كنت في ريعان شبابي لا أكثرت لأي كانت ،جميلة أو فاتنة أو حتى أميرة ،وكنت كلما اقتربت مني إحداهن تطلب ودي تكبرت وتأ ننت وتمنعت ، إلى أن أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فوجد قلبا خاليا فتمكنا، فانقلب كبري عني فصرت ذليل الهوى ،فعرفت قبح الكبر فتركته . لكن حبيبتي متكبرة عني ،وكل ما اقتربت منها زاد بعدها عني ، ولو كنت أعلم هاذ المصير لما أحببت لا صغيرة ولا كبيرة ،لا جميلة ولا قبيحة، وقد حذرت فما انتبهت ولا حرصت ،وها أنا من خذلاني بمن أحببت ،كل من إلتقيته سألته ،وسألت ربي وأصحابي وأحبابي عن تفادي هاذ الهوى القاتل ولم أنصف بعد .