بالكاد بدأ يتحسس شاربه الذي اخذ في النمو، عندما حضرت سيارة"جيب" عسكرية إلى قريته، وضعوه داخلها وإنطلقوا به إلى مدينة القصر الكبير ، هناك سيلتقي بشباب في مثل عمره جيء بهم من مختلف قبائلها، بعضهم يعرفهم سبق وأن إلتقى بهم في السوق الأسبوعي "تَطُّفْت"، حشروا الجميع في حافلات عسكرية، وبعد يومين، وجد نفسه في قلب النار، أعطوه بندقية وقالوا له قد صرت جنديا الآن، الوطن في حاجة إليك، لم يمنحوه إجازة لفترة طويلة فأعتقد أهله أنه توفي، فأقاموا جنازة غيابية له، قضى في الجندية عشرون عاما فلما خرج رموه بتقاعد هزيل جدا لا يكفي لتغطية مصاريف أدوية أمراضه المزمنة. في كل مرة يشاهد حصص الأخبار ويرى كيف يُستقبل من كان بالأمس عدوا،تحت يافطة "الوطن غفور رحيم" ومنهم من تولى مناصب عليا، يطلق ضحكة تهكمية ويقول "الوطن ماعاد في حاجة إليك يا عبد القادر" حتى طلب الإستفادة من مأذونية النقل التي وضعتها على مكتب العامل لازلت تنتظرها منذ عشر سنوات "الوطن لم يعد في حاجة إليك يا عبد القادر" لم يعد في حاجة إليك، لم يعد في حاجة إليك…